ان اخشى ما تخشاه النخب الفرنسية الحاكمة بل كابوسها غير المعلن هو ان تفقد السيطرة على عقول الجالية الجزائرية المثقفة النافذة داخل المجتمع الفرنسي بسبب سياسات اليمين المتطرف الذي يعمل على عدم اندماج هذه المجموعة التي تعد بالملايين، ربما 10 مليون شخص حسب بعض المصادر. و لا يختلف اثنان ان 10 مليون صوت في اي عملية انتخابية فرنسية سوف يكون له الكلمة العليا، و قد يحدث هذا فعلا في حال تشعر فيه الجالية الجزائرية بضرورة تنظيم نفسها في مجموعات و جمعيات خارج الاحزاب الفرنسية التي لم تعد قادرة على تمثيلها و الدفاع عن مصالحها..ان بروز نخبة سياسية جديدة من أصول جزائرية في فرنسا ليس ضربا من الخيال بل امكانية قائمة قابلة للتجسيد و توجد شخصيات قوية و نافذة عن الجالية بأمكانهم تغيير المشهد السياسي و الإعلامي الفرنسي…تشكل هذه الفرضية هاجسا حقيقيا لليمين المتطرف المتصهين في فرنسا الذي بات يجهر بعدائه لكل ما يمثل الجزائر و يطالب بالحرب و يعمل على فرض عقوبات، هذيان حقيقي لا تقدر حكومة ايمانويل ماكرون المنهكة اقتصاديا و سياسيا و ماليا على تجسيده على ارض الواقع على دول اقل قوة من الجزائر، فما بالك بالجزائر. 

احمد العلوي