الحراك الإخباري - مختصون تربويون اجتماعيون يدقون ناقوس الخطر... لا تضغطوا على أبنائكم و لا تقارنوهم بزملائهم ... و احذروا ردة فعلهم
إعلان
إعلان

مختصون تربويون اجتماعيون يدقون ناقوس الخطر... لا تضغطوا على أبنائكم و لا تقارنوهم بزملائهم ... و احذروا ردة فعلهم

منذ 6 أشهر|الأخبار


يحذر مختصون تربويون اجتماعيون، من خطر الضغط النفسي، الذي يمارسه الاولياء على ابنائهم التلاميذ، بسبب النتائج المدرسية، و حملوهم مسؤولية الاذى الناجم عن هذا السلوك السلبي، الذي كثيرا ما يتحول الى عنف جسدي، ينتج عن مقارنات في غير محلها، بعيدا، عن الهدف الرئيسي للعملية التعليمية، التي تركز على اكتساب المعارف و العلوم بدل حصد علامات قد لا تعكس المستوى الحقيقي للتلاميذ.

و في تعليقها على الظاهرة، قالت الدكتورة جميلة شطيطح، مختصة في علم الاجتماع الديموغرافيا و الصحة، بان التلاميذ، خلال السنة الدراسية يحتاجون الى مرافقة بيداغوجية ونفسية، غير انهم يتعرضون خلال فترة الامتحانات، لعدة أنواع من الضغوطات النفسية.

و يتعلق الأمر، حسبها ، بالضغط النفسي الذاتي، و ضغط الأسرة و المجتمع ، لتأتي، بعدها، مرحلة الإعلان عن النتائج، وهذه المرحلة ، تضيف محدثتنا تعتبر في نظر الأولياء مصيرية، فنجد التلميذ الذي أصبح، مطالبا بنيل أعلى العلامات، يعاني من ضغط رهيب، خلال هذه المرحلة ، وقبيل الاعلان عن النتائج.

حيث يمارس الأولياء ، أحيانا، ذلك الضغط، على أبنائهم دون أن يشعروا بذلك، غير أنه لوحظ في الآونة الأخيرة، تصاعد موجة المقارنات، مقارنة الأولياء، لنقاط أبنائهم مع نقاط زملائهم، والتباهي و التفاخر، بأعلى العلامات.

و حسب الدكتورة شطيطح، فان هذا الأمر ، من شأنه تشكيل ضغط نفسي رهيب، على التلميذ الذي أصبح مطالبا بتحصيل أعلى العلامات، تحت طائلة سخط الآباء وعقابهم، و يكون هذا العقاب، تضيف، إما بالنهر و الزجر ، اي، ممارسة العنف اللفظي، أو بالضرب، بممارسة العنف الجسدي.

و بناءا على ذلك، شددت محدثتنا على ضرورة دق ناقوس الخطر، لما لهاته السلوكيات السلبية، و الممارسات الخاطئة، من قبل الأولياء ، من انعكاسات خطيرة على أبنائهم، و لما لها من تأثير سلبي ، ايضا، على نفسيتهم وشخصيتهم، و زعزعة ثقتهم بأنفسهم، على خلفية، وضعهم في محل مقارنات مع أترابهم.

و حذرت في ذات السياق، من أن هذا الضغط، قد يخلق حاجز بين الأبناء و الآباء ، و يولد مشاعر الكره، و مشاعر سلبية، اتجاههم ، وأخطر تداعيات هذه الضغوطات، هي محاولة انتحار التلميذ، الاي تؤدي في بعض الحالات الى موته .

*** هذا ما يجب على الأولياء فعله...

دعت المختصة في علم الاجتماع الديموغرافيا و الصحة،الأولياء إلى عدم مقارنة معدلات أبنائهم، بمعدلات زملائهم والتركيز على التحصيل الدراسي، و اكتساب المعارف العلمية و تنمية مهارات الأبناء.

اضافة إلى ضرورة المرافقة النفسية للتلاميذ، الذين تحصلوا على نقاط ضعيفة، و التعاون المشترك بين الأولياء ، و الأسرة التربوية ، و المختص الاجتماعي و النفسي، من أجل تحسين مستوى هذا التلميذ "الضعيف "و تجنب الضغط عليه، و نهره و نعته بالفاشل، و بأسوأ الصفات.


و حذرت ايضا، من عدم ممارسة العنف اللفظي على التلميذ، و العنف الجسدي، لان هذا من شانه، إلحاق الضرر النفسي ، بهذا الطفل، و قد يدفع به إلى القيام بأفعال متهورة، أخطرها محاولة الانتحار ووضع حد لحياته.

و قالت الدكتورة شطيطح " ارحموا أبناءكم و لا تضغطو عليهم... رافقوهم و ساعدوهم على تحسين مستواهم عن طريق المرافقة النفسية و البيداغوجية والتعاون مع المدرسة والأسرة التربوية ككل و مع المختصين النفسانيين و الاجتماعيين...".

و طالبت الاولياء و كل فواعل قطاع التربية الى العمل جميعا، من أجل حماية التلميذ، و توفير البيئة الملائمة، للتعلم و اكتساب المعارف ، و تنمية مهارات، تسمح له، بتحقيق انجازات و نجاحات،"... فلنتعاون كلنا من أجل بناء فرد صالح، متزن ناجح مبدع يفيد و ينفع المجتمع و الأمة...".

على الأولياء توفير ظروف تمدرس أبنائهم بدل الضغط عليهم 

من جهته، دعا المستشار التربوي، كمال نواري، الاولياء، إلى تقبل النتائج بروح إيجابية، النجاح والتفوق، حسبه، هما هدف الجميع، و الاختبارات ليست مقياسًا نهائيًا لقيمة أبنائهم، لان لكل تلميذ نقاط قوة وضعف، وعلى الجميع مساعدته في التغلب على العقبات.

و بخصوص كيفية التعامل مع التلاميذ المتعثرين، طالب محدثنا، الأولياء، بتفهم مشاعر أبنائهم، و تقديم الدعم النفسي لهم، و ايضا، عدم جعل النتائج مصدر ضغط إضافي، مشددا على عدم مقارنتهم بأقرانهم أو إخوتهم ، لأن المقارنة تؤدي إلى الإحباط وتقلل من ثقتهم بأنفسهم. 

و على الاولياء ، كذلك، يقول، البحث عن الأسباب التي قد تعيق أداء أبنائهم، و التعاون مع الأساتذة لازالتها، و بالمقابل الاحتفال بالمجهود، و تشجيعهم على المحاولة والعمل بجد، لأن أن كل جهد يبذلونه، يستحق التقدير، و زرع الثقة للمستقبل، لان الفشل ليس نهاية الطريق، بل فرصة للتعلم، و التعثر جزء طبيعي من الحياة، فهم، قادرون على تحقيق الأفضل مع المثابرة.

و ابرز نواري، دور العمل الجماعي بين جميع الأطراف، في نجاح التلاميذ ، كفريق واحد لضمان تقدم التلميذ، وتحقيقه لنتائج أفضل، لأنه بحاجة إلى دعم الاولياء، المستمر ، ليتجاوز أي صعوبات ويحقق أحلامه.

قال المستشار التربوي كمال نواري، بان وزارة التربية، منعت استعمال بعض الملاحظات، في كشوف نقاط التلاميذ ، كونها، غير تربوية كتلميذ ضعيف ، و كسول، و لا يعمل، و غير مجتهد ، و فوضوي، و غير مهتم....الخ، و استبدالها بملاحظات، كتلميذ له قدرة على التحسن ، و تلميذ له امكانيات، و تلميذ نشيط داخل القسم، و تلميذ يمكن تحسين نتائجه.

وعلى الأولياء استعمال الكلمات التي تحفز التلميذ على غرار، "...يمكنك تحسين نتائجك في الفصل المقبل..".

فاستعمال كلمات غير تربوية، مع الابناء، تقتل فيهم روح المبادرة و التنافس مع زملائهم، فمن كانت نقاطهم جيدة، وجب تشجيعهم، وحثهم على المواصلة، ومن كانت نقاطهم متوسطة، لا بد من الاخذ بيدهم وحثهم على بذل المزيد من الجهد، ومن كانت نقاطهم ضعيفة، لا بد ، يقول، من التعامل معهم ، بايجابية اكثر ،بعيدا، عن المقارنة و الشتم ، مع استغلال الفترة المقبلة لبذل المزيد من الجهد.

وتسائل نواري، اذا ما كان الاولياء، قد وفروا ظروف المراجعة في البيت ، و كل اللوازم الدراسية الضرورية، من كراسات و كتب و أدوات ومراجع ، قبل محاسبة ابنائهم، على نتائج الفصل الأول، "..هل زاروا المؤسسة التي يدرس بها أبنائهم و كم أستاذ التقوا به و هل راقبوا غياباتهم و تأخراتهم ؟ هل حفزوهم بجائزة في حال حصولهم على نتائج جيدة وهل إطلعوا على الملاحظات المدونة في دفاتر المراسلة ؟..".

يبقى دور جمعيات أولياء التلاميذ، يضيف بتنظيم حصص تحسيسية اعلامية للأولياء، بأهمية مرافقة التلاميذ ، من بداية السنة الى غاية نهايتها، مشدظا، على دور مستشاري التوجيه المدرسي و المهني ، في توعية الأولياء ، بعدم الضغط على التلاميذ، " فالفلاح ليس كالأستاذ و الطبيب ليس كالميكانيكي ...المهم مواطن صالح ...هذا هو هدف المدرسة الجزائرية..".

سيد علي مداني

تاريخ Dec 20, 2024