يبدو ان فرنسا وجدت في دومنيك دو فيلوبان Dominique De Villepin الشخصية السياسية القادرة على اعادة للجمهورية الفرنسية بريقها و سؤددها و احترامها التي فقدته مع الرئيس ايمانويل ماكرون Emanuel Macron و ما تواجد دو فيلوبان هذه الايام الأخيرة في عدة بلاطوهات في مختلف القنوات الفرنسية إشارة بان الجمهور الفرنسي يكون قد وجد من يخلف ماكرون.
بخلاف ماكرون الذي افقد فرنسا سيادتها و حولها إلى دولة فاقدة للشخصية و تابعة للصهيونية العالمية و قد تأكد ذلك في حرب الابادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة حيث اصطف ماكرون مع بن يامين ناتنياهو رغم ارتكاب هذا الأخير جرائم حرب، حسب المحكمة الجنائية الدولية و مما زاد في اشمئزاز الجمهور الفرنسي هو قرار ماكرون عدم تطبيق قرار المحكمة الدولية التي حكمت بتوقيف ناتنياهو و مساعديه في حال سفرهم الى اوروبا، اما دو فيلوبان فقد ظهر مدافعا عن القانون الدولي و عن استقلالية القرار الدبلوماسي الفرنسي و عن ضرورة الاصطفاف مع الحق و ليس مع القوة مما اكسب دو فيلوبان إعجاب الجمهور الفرنسي العريض في وقت يعرف فيه الرئيس ماكرون الهزيمة تلو الأخرى. فقد خسر الانتخابات و رفض الاعتراف بالهزيمة و قد فقد نفوذه على مستعمراته القديمة في افريقيا مثل مالي، نيجر، غينيا، بوركينا فاسو، نيجر، و سينغال و تشاد قبل ايام كما اضعف فرنسا اقتصاديا و أغرقها في مديونية تجاوزت 3200 مليار يورو و اخيرا و ليس اخراً اصبحت فرنسا في عهدته عصية على التسيير و الحوكمة.
اما بخصوص الجزائر فبقدر ما كان ماكرون خارج مجال التغطية و ظل الطريق و لم ينجح في بناء علاقات طيبة مع الجزائر بسبب شطحات النظام الفرنسي، بقدر ما ظهر دو فيلوبان صادقا في رغبته تحسين العلاقات مع الجزائر و لم يدلي باي تصريح معادي للجزائر بل على العكس اكد على انه يجب بناء علاقات قوية مع بلدنا.
لا تزال الرئاسيات الفرنسية المقررة في 2027 بعيدة نوع ما و لكن كثر الكلام في الأوساط السياسية الفرنسية بسبب ازمة التسيير و سقوط الحكومة الواحدة بعد الاخرى بان ايام ماكرون على رأس فرنسا باتت معدودة و بان امكانية اجراء رئاسيات مسبقة فرضية قوية.
احمد العلوي