الحراك الإخباري - استفحال ظاهرة تناول مشروبات الطاقة قي الوسط المدرسي ...بين حتمية الردع و المنع و جدار الفراغ القانوني...
إعلان
إعلان

استفحال ظاهرة تناول مشروبات الطاقة قي الوسط المدرسي ...بين حتمية الردع و المنع و جدار الفراغ القانوني...

منذ 6 أشهر|الأخبار

تحوّل الوسط المدرسي خلال السنوات الاخيرة، إلى مرتع لمختلف الآفات الاجتماعية، بين التدخين و استهلاك مختلف أنواع المخدرات وأيضا، مشروبات الطاقة، من قبل مراهقين، هم اليوم، في أشد الحاجة، إلى وسائل " ردع"، تراعي خصوصياتهم العمرية، كي لا تصطدم بمقاومة ، قد لا تعرف حدود ، مادام الامر يتعلق بادمان على كل ما هو محظور و ممنوع.

ولا بديل في هذا الاطار، عن التوعية والتحسيس بخطورة هذه الظواهر، على صحتهم، وبنيتهم النفسية والعقلية، مثلما يتفق عليه الأطباء والمختصون وأيضا، الأولياء... ووزارة التربية التي حذرت مؤخرا، من انتشار مشروبات الطاقة في المتوسطات، في غياب إطار قانوني، يمنع التجار من تسويقها للفئات الأقل من 16 سنة..

الأطباء يدقون ناقوس الخطر

وفي هذا الاطار، قال الدكتور محمد لعور، رئيس نقابة الاطباء العامين، ان ظاهرة تناول مشروبات الطاقة، انتشرت بشكل مقلق خلال السنوات الأخيرة، خاصة في اوساط الشباب، في غياب الوقاية و التحسيس. 

وأشار ذات المتحدث، الى خطر استهلاك هذا النوع من المشروبات على الصحة، بسبب تركيبتها، التي تحتوي دسم و صوديوم وسكر وفيتامينات، لكنها تحتوي ايضا يضيف، على مادة الكافيين، التي تصل في بعض المشروبات الى اكثر من ثمانين مليغرام في القارورة الواحدة. 

وهذا يعتبر خطر مؤكد على صحة مستهلكيها، خاصة من فئة المراهقين اقل من 16 سنة، حيث اشار الى ان ارتفاع نسبة الكافيين في هذه المشروبات، إلى اكثر من 30 ملغرام، ينذر بمشكلة صحية خطيرة لدى مستهلكيها، قد تؤدي في كثير من الأحيان الى تعقيدات وأزمات صحية، وتتسبب في بعض الحالات في الموت ، بسبب التذبذب في نشاط القلب، وتسارع النبض، وما يصاحبه، من الشعور بالضيق في التنفس وآلام في الصدر، والتسبب لا محالة في توقف دقات القلب، وبالتالي، الوفاة.

ليس هذا فقط يقول الدكتور لعور، فمن تاثيرات المشروبات الطاقوية، اضطرابات نفسية وعصبية، وتهيجات عصبية وقلق ، وفي بعض الحالات، الخوف الذي يتحول الى نوبات.

وهو ما حذرت منه، دراسة أجرتها الجمعية الامريكية لأمراض القلب، في ماي 2024، حيث كشفت بان تناول مشروبات الطاقة، يؤدي ويطيل في اضطرابات ضربات القلب، وبالتالي إلى الوفاة.

ما جعله، ينصح بتجنب تناول المشروبات المنشطة، خاصة خلال ممارسة الرياضة، بالنظر إلى خطورتها، وهنا بالذات، تكمن اهمية التحذريات التي أطلقتها وزارة التربية، يضيف، مطالبا، بضرورة تدعيمها، بحملات تحسيسية ، باشراك اطباء وحدات الكشف الصحي المدرسي ، في مختلف الاطوار التعليمية.

وألح الدكتور لعور، على ضرورة التعجيل في تنظيم يوم تحسيسي ، لطلاع تلاميذ المدارس على خطورة تناول مشروبات الطاقة، ودعوتهم الى تعويضها بالماء، الى غاية رتلين في اليوم الواحد، مع ممارسة الرياضة، والأكل الصحي في المنزل ، وفي المطاعم المدرسية، التي تقدم وجبات صحية ومتوازنة.

وشدد محدثنا، على دور الوقاية، في تجنيد المراهقين وتحسينهم بخطورة هذا النوع من المشروبات القاتلة، "فالوقاية تلعب دور هام ويبقى التحسيس السلاح الوحيد الموضوع بين يدي الأطباء والأساتذة على حد سواء.. وكل مستخدمي قطاع التربية..وكذلك الأولياء..". 

وناشد، الدكتور لعور، وزارة التجارة ، لتخصيص فرق تفتيش مختصة، لمنع تسويق مشروبات الطاقة،للأطفال ، والمراهقين.

جمعيات أولياء التلاميذ تؤكد ...التحسيس يبدأ بالاولياء لأنهم مصدر انتشار الآفات

من جهتها، حذرت جمعيات أولياء التلاميذ على لسان ممثلها خالد احمد، من انتشار تناول مشروبات الطاقة، وسط التلاميذ، حتى في الابتدائيات .

وحملّت الجمعيات، بعض الاولياء، الذين تحولوا الى مثال لا يقتدي به، للاسف، يضيف، لابنائهم، حيث لا يترددون في اقتناء و تناول هذه المشروبات داخل المنزل وأمام أطفالهم وأبنائهم المراهقين، وكان الامر يتعلق بمشروبات غازية عادية.

وهي عادات سيئة، يضيف محدثنا، انتقلت الى الابناء، ومنهم الى زملائهم في المدارس و المتوسطات والثانويات، حيث استفحلت الظاهرة، بشكل مريب، ولا بد يقول، من دق ناقوس الخطر، لأن وزارة التربية، غير مسؤولة عن انتشار هذه المشروبات خارج الوسط المدرسي. 

فالطريقة الوحيدة لمواجهة انتشارها، يقول خالد احمد، هي التحسيس و التحذير من خطورتها على الصحة، خاصة لدى الأطفال أقل من 16 سنة، حيث تتسبب حسب مختلف الدراسات العلمية المنجزة في هذا الإطار، في تدمير سلامتهم النفسية والعقلية.

وهنا بالذات، يكمن دور جمعيات أولياء التلاميذ، ومختلف فعاليات المجتمع المدني، و ايضا، مصالح الأمن و الصحة، لمحاربة هذه الافة في الوسط المدرسي.

لجنة التربية في الغرفة السفلى تحذر

اما الرئيس السابق و عضو لجنة التربية بالمجلس الشعبي الوطني، معمر عمر، فاكد بان خطر مشروبات الطاقة عام، على الكبار والصغار، وعلى وزارة التجارة، استنفار اعوان الرقابة، وأيضا، مخابر الرقابة، للتحقق من مدى خطورة مثل هذه المواد التجارية، على الصحة العمومية بشكل عام. 

والمسؤولية، ايضا، يضيف، مشتركة مع وزارة الصحة، من خلال وحدات الكشف الصحي، التي تلعب دورا محوريا، في مراقبة صحة المتمدرسين الى غاية نهاية الطور الثانوي، وعليها في هذا الإطار، في كل مرة، نشر بيانات للتحذير من خطورة هذه الظواهر، المنتشرة على الاقل، في الوسط المدرسي.

وقال معمر عمر، بان اخر زيارة ميدانية قامت بها اللجنة، كشفت بان 80 بالمائة من تلاميذ المدارس يعانون تسوس الاسنان، بسبب" اللومجة"اليومية التي يتناولونها ب" مباركة" من الأولياء.

وفي جميع الأحوال ، شدد ممثل اللجنة، على ضرورة التنسيق بين قطاعات التربية والصحة، و الاولياء، و حتى وزارة التجارة، التي تسمح بتسويق مواد خطيرة على الصحة العمومية، سيما التلاميذ، حيث لا تملك وزارة التربية، اي صلاحية ، ولا حتى قانون يمنع تداولها وتناولها داخل الوسط المدرسي، وتبقى هنا، الحملات التوعوية والتحسيسية، هي الطريقة الوحيدة الممكنة والمتاحة للحد من انتشارها، يضيف محدثنا.


سيد علي مداني

تاريخ Dec 15, 2024