الحراك الإخباري - درس من ختام 2024 .. لتحضير حصاد 2025 !
إعلان
إعلان

درس من ختام 2024 .. لتحضير حصاد 2025 !

منذ 6 أشهر|الأخبار

بقلم : د. مهماه بوزيان

"إن أنظمة الذكاء الاصطناعي عبارة عن آلات إحصائية، وبعد تدريبها على العديد من الأمثلة، تتعلم الأنماط من تلك الأمثلة للتنبؤ بما يجب أن يكون."

"AI systems are statistical machines. Trained on a lot of examples, they learn the patterns in those examples to make predictions."

 Source: Kyle Wiggers. The promise and perils of synthetic data. December 24, 2024. TechCrunch. 

إن عالمنا مُقْبِل على "القولبة الشاملة" في خياراته وفقًا للنماذج الجاهزة .. لأنه سيتم بناء أنظمة آداء تعمل وفقا لـ"أنماط" .. وهذا سيُنمطنا ضمن خيارت المبرمجين ومراكز الفكر الاستراتيجي !!

وحتى نتجاوز لغة الانبهار والعجز ينبغي لنا الإنتقال إلى إرادة "هندسة المستقبل الفاعل"، ولكي تكون آمنًا يتعين عليك أن تصير فاعلاً .. يعني بناء التحليلات التنبؤية الخاصة بنا وبناء القدرات الذاتية لتفعيلها.

الذكاء الاصطناعي لا يولد ولا يورث، بل هو يُكْتَسَب كما يَكْتَسِب الطفل مقدرات الذكاء خلال مراحل نموه وتعليمه وتدريبه ...

وهذا يستوجب منا بناء نهج شامل لمراكز البيانات المعدّة لبناء قدرات الذكاء الاصطناعي.

إذْ لا يتعلق الأمر بتحويل مراكز البيانات لعصر الذكاء الاصطناعي بترقية المكوّنات التكنولوجية فحسب، بل يتعلق بتبني نهج شامل يعيد التفكير في النظام البيئي بأكمله. ويشمل ذلك التعاون بين عديد الجهات ذات العلاقة (ما يصطلح عليه بالمعنيين أو المتدخلين أو أصحاب المصلحة المتعددين)، من مصنعي الأجهزة ومطوري البرامج إلى مشغلي مراكز البيانات ومقدمي الطاقة (التزويد بالطاقة).

تتطلب نماذج الذكاء الاصطناعي، مثل تلك المستخدمة في الأبحاث الطبية والمناخية أو النمذجة اللغوية الكبيرة أو الخدمات المالية، قوة حسابية لا هوادة فيها. وهذا ينتج كمية من الحرارة لا تصدق، ينبغي تصريفها. وهنا ينبغي استخدام الذكاء الاصطناعي ذاته لتبريد الأجهزة بكفاءة عالية.

وهذا النهج، من الناحية العملية، يستوجب منا: 

1- بناء مراكز البيانات المستقبلية، باعتبارها العمود الفقري لعالم الذكاء الاصطناعي المولّد. فمعظم مراكز البيانات التقليدية غير مجهزة للتعامل مع الحوسبة الهائلة المطلوبة لتدريب الشبكات العصبية داخل منظومة تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي.

2- تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وتلك التي تعمل على اكتشاف الأنماط في مجموعات البيانات. 

3- بناء نماذج لتعلم الآلة وخصوصا التعلم العميق، وتطبيقاتها، وتدريب النماذج.

4- توفير الكابلات العالية الإنتاجية بين الخوادم، والتي هي باهظة الثمن.

5- توفير الطاقة وقدرات التخزين والربط والإتصال اللازمة لمتطلبات الحوسبة الحديثة. 

6- وضع تصميمات محسّنة تعطي الأولوية للطاقة والكثافة والتبريد والقوة والسرعة والاتصال بالشبكة والمعالجة والأمان والموثوقية المتسقة.

7- تثمين "العقل البشري"، وبناء قدرات الذكاء الانساني والمجتمعي والمؤسساتي، من خلال:

*) بعث مراكز التخطيط وهيئة مركزية للاستشراف، وهيئاتها،

**) اعتماد قانون يسمح بـ"إنشاء مراكز التفكير" المستقلة خارج قانون الجمعيات والمؤسسات "fondations" أو "إعتماد مراكز الفكر"، وكونها تستهدف غايات استراتيجية فهي تصنف بأنها "القوى الناعمة الجديدة"، وتعتبر خزّانات هندسة الاستراتيجيات في العالم.

بالإضافة لكلّ ذلك، التسلح بالإدراك بأن وتيرة الابتكار لا تتباطأ، بل إنها تتسارع، بما يتطلب منا التحلي بالكفاءة الإبتكارية، فمراكز البيانات يجب أن تكون مرنة وتتطلع إلى المستقبل، وجاهزة للتكيف مع ظهور تحديات وفرص جديدة.

تاريخ Dec 25, 2024