الحراك الإخباري - بين التبرع التطوعي و الظرفي..ضاعت قطرة دم كادت ان تنقذ روحا و تعيد أملا....
إعلان
إعلان

بين التبرع التطوعي و الظرفي..ضاعت قطرة دم كادت ان تنقذ روحا و تعيد أملا....

منذ 3 ساعات|رياضة


نداءات و مناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي...للتبرع بالدم بشكل مستعجل لمناصري فريق مولودية الجزائر المصابين بعد سقوطهم امس من على مدرجات الملعب ....حملة تبرع قوية زلزلت كل المواقع لإنقاذ هؤلاء المناصرين الذين توفي ثلاثة منهم و الرابع في حالة حرجة...هي "لوحة مأساوية " أعادت إلى الواقع أهمية عملية التبرع بالدم، و اكثر من ذلك، حتمية توفر كل المستشفيات على مخزون من هذه المادة الحيوية التي قد تعيد قطرة منها الحياة لمن فقدوا الأمل في الحياة، و الا ...كيف تفسر هاته الهبّة الكبيرة لتوفير الدم....

هاته المقدمة املاها ظرف لم يكن متوقعا ....حادث لا يختلف كثيرا عن حوادث المرور أو الكوارث الطبيعية التي تستلزم مخططات التدخل الاستعجالي فيها، كاولوية ...و كمرحلة أولى من الاسعافات...توفير قطرة دم.

** المخزون في بنك الدم لم يكن يتجاوز 20 بالمائة خلال الجائحة..

فارقام الوكالة الوطنية للدم، تشير الى صعوبات في جمع اكياس الدم، رغم تسجيلها زيادة في عددها خلال 2024، مقارنة بالسنة التي سبقتها، حيث شهدت العملية خلال سنوات الجائحة أحلك مراحلها، و دخلت في ازمة. فمنذ بداية تفشي كورونا، سجل تراجع كبير في عدد المتبرعين، و انخفاض كميات اكياس الدم المخزن بنسبة 80 بالمائة، على خلفية تخوف المتبرعين من انتقال عدوى الفيروس.

و لولا، قرار تجميد برامج العمليات الجراحية المبرمجة وقتها، و اقتصارها على الحالات الاستعجالية و الطائة، لواجهت الجزائر كارثة صحية باتم معنى الكلمة.

و لتلبية الحاجة الكبيرة الى الدم ، تعمل الوكالة الوطنية للتبرع بالدم، بالتنسيق مع الفيدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم، و وزارة الشؤون الدينية والمديرية العامة للأمن الوطني ومؤسسات أخرى، في إطار حملات تبرع وطنية متواصلة، لرفع مخزون بنك الدم، و تحفيز المتبرعين على الإقبال الكبير نحو مراكز حقن الدم سواء بالمستشفيات أو المتنقلة.

*** تبرعات الاقارب و الزمر الدموية النادرة تحدي كبير...

و يتخوف مسؤولو الوكالة، من تراجع عدد المتبرعين المتطوعين، بعد ان كشفت اخر الاحصائيات، أن أكثر من 44 بالمائة من التبرعات، تتم لصالح الاقارب، اضافة الى مشكل اخر، يخص الزمر الدموية السلبية، و أن كان عدد أصحاب قليل، ما يفسر قرار اعداد استراتيجية بين الوكالة و المنظمة العالمية للصحة، لتعزيز مخطط التبرع بالدم، و بلوغ نسبة 100 بالمائة من تبرعات المتطوعين.

و بلغة الارقام، فان عدد المتبرعين خلال 2024، تجاوز 866 ألف موزعين على 261 مركز حقن عبر الوطن، كما أن الاحتياج للدم، ليس ظرفي بل دائم و مستمر ، و يحتاج الى مزيد من المجهودات و التنسيق مع مختلف الشركاء ، من كل القطاعات.

و سجل خلال سنة 2024، ارتفاعا في عدد أكياس الدم المتبرع به، بنسبة 6.62 بالمائة مقارنة ب 2023، حيث بلغ عددها الإجمالي 721716 كيس دم.

***الدكتور سايح عبد المالك: نطمح في بلوغ 100 بالمائة تبرع تطوعي...

من جهته، كشف الدكتور سايح عبد المالك، مختص في علم الأحياء و البيولوجيا، و رئيس للفيدرالية الدولية للتبرع بالدم و ايضا، و ايضا، رئيس الفيدرالية الجزائرية للتبرع بالدم، عن مسعى كبير، لبلوغ 100 بالمائة تبرع تطوعي، مثلما سطرته المنظمة العالمية للصحة .

غير ان ذلك، حسبه، هدف صعب المنال، بسبب انعدام الظروف المحفزة له، لان قبول المريض في المستشفى للعلاج الطويل، للاسف، خاصة لإجراء عملية جراحية، أصبح مشروطا بتوفيره متبرعين بالدم.

و تسائل " هل من معقول مطالبة المريض بإحضار عشرين متبرعا في ظرف يومين فقط !!"، منتقدا، هذه الطريقة في جمع الدم، حيث اعتبرها نقطة سوداء لتسيير الملف من قبل المستشفيات، و " تجريد" الوكالة الوطنية للدم من مهامها الأصلية في عمليات التسيير الإداري و التقني، رغم انها أنشأت بمرسوم رئاسي سنة 2009، لكنها لازالت مجرد هيكل عاجز عن ممارسة مهامه التي أنشأ لأجلها، يقول.

و نوّه محدثنا، بان المتبرع ليس مريض و من غير المقبول الزامه بالذهاب إلى المستشفى، للتبرع بدمه، فلابد من توفير مراكز حقن الدم، يضيف، خارج المستشفى ، في المدن و داخل الأحياء، و لا بد ايضا، يقول، من تجنيد وحدات متنقلة، لبلوغ هدف 60 بالمائة من عمليات الجمع المتنقلة فقط، رغم ان الجزائر مصنفة في المراتب الاولى افريقيا ، ب 15 متبرع لألف مريض، بينما حددته توصيات ال" أو ام اس" بعشرة متبرعين.

 غير ان هدف الفيدرالية، لازال بعيدا، يقول، لان الاحتياج لهذه المادة الحيوية تضاعف، بتضاعف عدد السكان، و اعتماد الجزائر عمليات جراحية معقدة لم تكن متاحة من قبل في مستشفياتنا. 

و بحسب ذات المتحدث، فإن مشكل التسيير الإداري و البيروقراطية الذي" عشعش" في المستشفيات، تسبب في نفور المتبرع، "فلا حسن استقبال، و لا حتى اوقات استقبال.. لان المتبرع كغيره من أفراد المجتمع انسان موظف و له التزامات غالبا ما يصطدم بابواب المستشفى موصدة في وجهه، بعد الرابعة زوالا، أي بمجرد خروجه من العمل، و في المناسبات، و حتى في عطلة نهاية الاسبوع.."

و هنا بالذات، يقول، أصبح من الحتمي، الذهاب إلى الاستقلالية الادارية و المالية التامة للوكالة الوطنية للدم، لانها، لازالت " مكتفة الايدي" و مجردة من صلاحياتها القانونية، في تسيير ملف الدم ، اداريا و تقنيا، مثلما هو معمول به في مختلف الدول، ما جعلها عاجزة عن توفير مراكز حقن متنقلة، بسبب انعدام الشاحنات المجهزة، فمدير المستشفى اليوم، حسب محدثنا، هو من يسير هذه المادة الحيوية و هو من يقرر .

و شدد محدثنا، على عملية التبرع بالدم، تعتبر قضية سيادة وطنية، حيث لا بد ان يسير دم الجزائريين بطريقه عقلانية وصارمة، كي لا يخضع الى المزايدات الاعتبارات التجارية، أو تحويله إلى غير مستحقيع، من المرضى، و هنا بالذات يتجلى دور الوكالة الوطنية للدم، التي تكوّن و تسهر على تأمين مسار التبرع بالدم، على المستوى الوطني، اضافة الى تحسيس المواطنين باهميته .

** برنامج" بنك الحياة" للإذاعة الوطنية..وقفة تضامن تصنع الأمل...

دخل برنامج بنك الحياة" للقناة الاذاعية الاولى ، موسمه الثاني، حيث يهدف الى استقطاب المتبرعين بالدم عبر الوطن، من خلال تنظيم حملات ولائية، بالتنسيق مع السلطات المحلية، تنتهي بتكريم المتبرعين الأوفياء والدائمين، لتحفيزهم وتكريس ثقافة التبرع لدى المواطنين، خاصة من فئة الشباب.

واستطاع هذا الموسم ، لمعدته فتيحة عويسي، أن يحقق أرقاما قياسية وتفاعلا كبيرا مع المواطنين، حيث تم تحقيق في ولاية سكيكدة، لوحدها 207 كيس دم ،وفق المعايير والشروط الملائمة

اما خلال الموسم الجاري، تجاوز عدد الأكياس 500 كيس دم ، حتى الآن ، دون احتساب الحملة الأخيرة المنظمة في ولاية بومرداس. 


سيد علي مدني

تاريخ Jun 22, 2025