الحراك الإخباري - هل ستتحقق إسرائيل الكبرى؟
إعلان
إعلانات الصفقات العمومية - ANEP
إعلان

هل ستتحقق إسرائيل الكبرى؟

منذ 4 ساعات|رأي من الحراك

بقلم الدكتور جاب الله جمال الدين 

دبلوماسي سابق 

شاهد العالم الحوار التليفزيوني لرئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني بن يامين ناتنياهو وهو يرد وبكل عنجهية و ثقة عن هدفه "التاريخي والروحاني" لاقامة إسرائيل الكبرى وان اليهود الصهاينة سيقودون هذه المسيرة جيل بعد جيل واسرائيل الكبرى في تفكيرهم وفلسفتهم حدودها من البحر إلى النهر. نعم اليهود الصهاينة يعيشون في اجمل واحلى الاوقات التاريخية منذ قيام دولة الكيان الصهيوني في 1948 لانهم استطاعوا وفي فترة قصيرة إن يحولوا الصراع العربي الاسرائلي الى سلام مزعوم بعيدا كل البعد عن النوايا والاهداف الحقيقية والخفية تارة والمعلنة تارة اخرى واستدراج العالم وخاصة الدول العربية الى مسارات وحلقات مفرغة وبيع الوهم لهم مرة باسم الارض مقابل السلام ومرة اخرى باسم المفاوضات التي ليس لها نهاية ومرة ثالثة باسم السلام مقابل السلام. في هذا الظرف الدقيق التي تشهده العلاقات الدولية المتعددة الاطراف والانحدار الغير مسبوق في العلاقات الدولية والازمات الدولية المفتعلة والصراعات المعلنة والخفية والمؤامرات التي تحاك هنا وهناك ضد الدولة الوطنية التي ترفض الهيمنة والضغوطات تجد الدول العربية نفسها في حالة وهن وضعف كبير نظرا لتغلب المصلحة الوطنية الضيقة على المصلحة الجماعية للدول العربية واستطاع قادة الكيان الصهيوني وتحت إشراف ودعم كامل من الإدارة الأمريكية والذي اصبح واضحا وجليا. في هذا الوقت تفرقت الدول العربية ولكل دولة مآربها ومصالحها الخاصة حيث اسرعت دول عربية معروفة بإبرام اتفاقيات سلام وتطبيع كامل مع الكيان الصهيوني بل أكثر من ذلك اصبحت هذه الدول تعمل وبإمرة الكيان الصهيوني على زعزعة استقرار وأمن دول عربية اخرى ترى فيها دولة الاحتلال دول مصتعصية عليها. وهكذا دخلت دول عربية في ازمات لم تخرج منها مثل سوريا والتي مازال الغموض يكتنف مصيرها وان كانت هناك مؤشرات جزئية توحي بأن سوريا لن تكون كما كانت وكذلك اليمن وليبيا ولبنان. هكذا ارادت الدول العربية إن ترهن حاضرها ومستقبلها معتمدة على علاقاتها المنفردة والاستثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية. انه زمن اصبحت فيه غشاوة فهم لا يبصرون. مع العلم أن الولايات المتحدة الأمريكية والادارات المتعاقبة فيها لا يريدون للدول العربية ان تكون موحدة ويعملون باستمرار على احداث الانقسامات واثارة الفتن بينها. بل تحظى دولة الكيان الصهيوني بالدعم المطلق. وهكذا اصبحت الدول العربية تبيع الوهم لشعوبها وكل دولة توجد لنفسها مبررات لتستدل على علاقاتها المتميزة مع امريكا بل الذهاب الى حد التباهي. وجاءت مأساة غزة والابادة الجماعية وسياسة التجويع والقتل امام مرئى ومسمع من المجتمع الدولي وهذه كارثة لم يسبق لها مثيل وكأن المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الامن الدولي المناط به حفظ الامن والسلم الدوليين عاجز كل العجز وكأن هناك رضا عن مايجري في غزة والابادة الجماعية للشعب الفلسطيني. وهكذا سقطت كل الاقنعة وانتهت لعبة المفاوضات التي لا تنتهي لوقف اطلاق النار وانكشف المستور. وامام هذا كله يأتي رئيس وزراء دولة الاحتلال الصهيوني ليعلن وامام العالم باسره عن ايمانه بقيام دولة اسرائيل الكبرى في قادم الزمن. امام هذه الحقيقة الواضحة هل تستفيق الدول العربية الشرق اوسطية لما يهددها في المستقبل بل يهدد وجودها. ألم يحن الوقت لمراجعة الذات والعمل على توحيد الجهود ولم شمل الامة. أم ان هذا سراب في ظل المعطيات الدولية الحالية. وامام هذا الزمن الدولي السيئ تجد الجزائر نفسها وحيدة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني الشقيق وخاصة في مجلس الامن الدولي والجزائر ترافع وتدافع بكل قوة ولا تبالي لانها وببساطة تملك قرارها السيادي ولا تخضع لاي ضغوط واملاءات خارجية وهنا لابد من توجيه الشكر والتقدير للسيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وقراءته الجيدة لواقع السياسة الدولية والواقعية السياسية المعتمدة في التعاطي معها وجعل مصلحة الجزائر وشعبها فوق كل اعتبار. كما ان تماسك الجبهة الداخلية يجعل من الجزائر محصنة باذن الله من كل المؤامرات والدسائس التي تحاك ضدها ويعلمها شعبها.

تاريخ Aug 15, 2025