الحراك الإخباري - 42 عاما على رحيل كاردينال الجزائر ... العنقي مات و هو لا يملك ثمن كفنه و ملك المغرب عرض عليه الإقامة
إعلان
إعلان

42 عاما على رحيل كاردينال الجزائر ... العنقي مات و هو لا يملك ثمن كفنه و ملك المغرب عرض عليه الإقامة

منذ 3 سنوات|روبرتاج

في مثل هذا اليوم من سنة 1978 أي قبل 42 عامت فقدت الجزائر واحد من أهرامات الفن الشعبي في البلاد الحاج أمحمد العنقي الملقب بكاردينال الجزائر.
رغم مرور قرابة النصف قرن عن رحيل العنقى لكن تبقى بصمتة خاصة في أعراس العاصمة و قعدات الأحياء الشعبية من باب الوادي إلى القصبة. يستحيل أن تعرف هذه الأحياء تنظيم عرس بدون العنقى حتى لو استعانت بصوته مستعادا في المسجلات. و يبقى العنقي رغم مرور كل هذه السنوات ماركة مسجلة غير قابلة للتقليدأو الاستنساخ.
الحاج محمد العنقى و اسمه الحقيقي ايت وعراب محمد ادير من مواليد الجزائر العاصمة في20 ماي 1907.
ينحدر من عائلة متواضعة ترجع أصولها إلى بني جناد بتيزي وزو. غادر مقاعد الدراسة في سن 11 سنة". و انخرط بعدها في الحياة العملية
يعود فضل اكتشافه للشيخ مصطفى الناظور الذي أعجب بذكاءه، فضمه إلى فرقته الموسيقية كضارب على آلة الدف .
أصر العنقى على مواصلة مشواره رغم اعتراض عائلته و خاصة والده. بحيث كان يعود لمعاقرة العود و الآلات العزف رغم العقوبات التي كانت تنزل به.
عرف الحاج العنقى بسرعة بديهته وقدرته السريعة على التعلم. فسريعا تعلم العزف على آلة المندولين التي أتقن استعمالها بعد مدة قصيرة، مما جعل شيخه الشيخ الناظور يطلق عليه لقب العنقاء وهو اسم طائر خرافي.
تحصل على لقب الشيخ و هو في ريعان الشباب بعد أن خلف الشيخ الناظور الذي رحل عام 1925 .
كانت الفترة التي تولى فيها العنقى قيادة فرقة الناظور بداية حقيقة لمساره وتكوينه نفسيا وفنيا حيث التحق بمعهد سيدي عبد الرحمان للموسيقى والذي قضى به مدة خمس سنوات. وهذا قبل التحاقه بالإذاعة رفقة العديد من فناني تلك الفترة كالشيخة يمينة بنت الحاج المهدي والحاج العربي بن صاري لتسجيل عشرات الأسطوانات التي عرفت نجاحا كبيرا في ذلك الوقت.
قاد بعدها الحاج أمحمد العنقى الفرقة الموسيقية الشعبية الأولى للإذاعة، وفي عام 1955 التحق بالمعهد البلدي للموسيقى أين تتلمذ على يديه العديد ممن حملوا المشعل من بعدها، مثل عمر العشاب، احسن السعيد، رشيد السوكي، ومن بعدهم حسيسن، مهدي طماش، كمال بورديب وعبد القادر شرشام وغيرهم.
في سجل كاردينال الجزائر محمد العنى ما يربو عن 350 أغنية اداها وسجل منها مايقارب 130
فهو صاحب الروائع "سبحان الله يا لطيف"، "لحمام اللّي ربّيتو" المكناسية وقصائد أخرى بقيت راسخت في قلوب عشاق الشعبي.

يروي بعض من عاصر زمن العنقى أنه كان سلطان زمانه و سلطان قاعة ابن خلدون وقاعة الأطلس بباب الواد، و أن الحفلات التي كان يحييها تشهد انفجارا جماهيريا كبيرا يصعب
كان كاردينال الجزائر مولعا بالموسيقى، وذكي بما فيه الكفاية ليحفظ القصائد و يبدع في التحكم على آلة الموندول .
تعدت شهرة العنقي حدود الجزائر ووصلت إلى البلاط الملكي المغربي حيث طلب منه ملك المغربي إحياء حفل في البلاط الملكي سنة 1932 ووصل صيته أيضا إلى أروبا حيث قصد باريس لإحياء عدد من الحفلات في ثلاثينيات القرن الماضي لصالح أبناء الجالية هناك.
بعد الاستقلال أطلق العنقى أغنيته الشهيرة" الحمد الله ما بقاش استعمار في بلادنا "بعدما كان قد توقف عن الغناء مؤقتا بسبب الثورة التحريرية فكان استقبال الأغنية في مكانة مستوى و مكانة الحاج في الساحة.
بعدما انتهت فترة إشرافه على فرقة الإذاعة سنة1964 تفرغ الحاج للدراسة والبحث في مجال تطوير و إدراج الآلات موسيقية جديدة في أداءه و قد أثمرت هذه التجربة روائع من قبيل المكناسية، مرسول فاطمة، يا ناسي لحمام، صالح باي الباز
فقد عرف العنقي كونه مجددا كبيرا في الشعبي فله يعود الفضل في إدخال الآلات جديدة في العزف و تطويع طبوع موسيقي مع الشعبي ساهمت في إعطاء هذا النوع من الغناء صيتا تعد حدود الجزائر. فقد لقب بالكاردينال بعد ما آلة إليه المشيخة بعد جيل سبقه لكنه لم يكرره و كان عصر العنقي إذانا بمرحلة جديدة في الغناء الشعبي.
ورغم إسهاماته العديدة و ثقل ارثه لكن العنقي غادر عالمنا دون أن يتمكن من التمتع بعائدات ارثه الفني العظيم حيث روي ابنه محمد الهادي العنقي قبل سنوات في حوارات إعلامية أن والده "مات وهو لا يملك حتى ثمن كفنه".
ويروي أيضا بعض تلامذته أن العنقي وتحت ضغط الحاجة الاجتماعية كان يحي حفلات و أعراسا لكسب قوته حتى لو كان متعبا أو مريضا.
و يقال أيضا أن ملك المغرب الحسن الثاني بعث إليه برسالة يعرض عليه الإقامة في المغرب على نفقة البلاط الملكي لكن وزارة الاتصال في تلك الفترة رفضت مغادرته الجزائر.

واضح العلوي

تاريخ Nov 23, 2020