قرية سالي التي تبعد حوالي 140 كلم من مدينة ادرار هي قرية روحانية بامتياز، يختم فيها القران مرة كل 5 ثواني و يوجد فيها شيخ من الأشراف من أهل الصلاح والتقى، يزوره المشايخ و اصحاب الطرق الصوفية في سالي مرة كل يوم خميس للظفر بالبركة، هذا الشيخ يختم القران خمس مرات في اليوم!
و يمكن لمن كان "بصره حديد" ان يلتقي في الأزقة و خفايا الزوايا بالدراويش، فئة تعيش خارج الزمن المادي و المنطق الاجتماعي الذي نعرفه، وفعلا صادفنا في زيارتنا إلى سالي درويشا اصليا انفجر غضبا في وجه درويش مزيف كان يحاول سلب المال بطرق ملتوية من بعض زوار الزاوية فأمره بالسكوت (اسكت اسكت) و طلب منه الخروج (اخرج اخرج) وهدده بكشف حقيقته إن لم يسكت، فامتثل الدرويش المزيف، و هدأ الدرويش الأصلي و عاد الى الذكر و الصلاة على النبي.
و يوجد في سالي مساجد و زوايا لا تعد و لا تحصى، فهي قرية تنبض بالقران و تتنفس بالصلاة و السلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم و تفرح في المواسم و المناسبات الدينية و يعتز اهلها و طلبة العلم فيها بمشايخهم الأجلاء، سيدي الشيخ حسان الأنصاري و سيدي الشيخ احمد المغيلي و سيدي الشيخ مولاي الطاهري الادريسي و غيرهم من اقطاب السلوك و التربية في منطقة توات.
و كانت مناسبة زيارتنا لقرية سالي هي الاحتفال بذكرى وفاة العالم العلامة المجاهد الشيخ سيدي مولاي أحمد الطاهري الادريسي
و اهم مظاهر الاحتفاء هي تلاوة و ترتيل القرآن و الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و قراءة البردة، اجواء روحانية جميلة و بسيطة يختلط فيها الغني و الفقير على مائدة طعام واحدة و تكون مناسبة لتبادل الأحاديث و القصص و الروايات الدينية لأن الدين في سالي هو قلب الحياة و روحها فلا شيء يعلو فوق الروحانيات، هكذا وجدنا اهل قرية سالي الطيبة.
احمد العلوي