الحرب الدائرة في تيك توك TikToc و بقية وسائط التواصل الاجتماعي ضد الدولة الجزائرية منذ سقوط بشار الاسد في سورية تثير الاشمئزاز و تستدعي التساؤل عن هوية من يقف وراء هذه الحملة. و رغم ان بيان وزارة الخارجية الجزائرية واضح لا يحتمل التأويل حيث ركز على "الحوار بين ابناء الشعب السوري..و تغليب المصالح العليا لسوريا الشقيقة..بعيدا عن التدخلات الاجنبية"، إلا ان جهات مشبوهة ذهبت بعيدا في اتهام الجزائر بدعم النظام السوري و تحديدا بشار الاسد. قبل الدخول في التفاصيل يجب التذكير بان الجزائر تتعامل في الحالة السورية مع السلطة الشرعية القائمة تماما كما تفعل كل الدول و لا تتدخل الجزائر في الشأن الداخلي السوري، و لا مجال باية صفة كانت من التعامل مع مجموعات او ميليشيات او تنظيمات معروفة او غير معروفة. ثانيا يعلم القاصي و الداني بان الدولة الجزائرية وقفت وقفة تاريخية مع الشعب السوري طوال محنته التي تجاوزت عشرية، و الوقفة مع سوريا هي اقل من الواجب بالنظر الى العلاقة الأخوية و الحميمية التي تربط الشعبين الجزائري و السوري و لا مجال هنا للتذكير ببطولات الأمير عبد القادر في دمشق. ثالثاً شبه بعض الصعاليك من بني جلدتنا الحالة السورية بالحالة الجزائرية و لا يختلف اثنان على انه لا توجد أي علاقة بين الحالتين: الجزائر دولة مستقلة سيادية قوية بوحدة شعبها و قوة جيشها تسير نحو التنمية الاقتصادية والاجتماعية، اما سوريا فهي غارقة في حرب اهلية دمرت هذا البلد و مما زاد في الطين بلة هو التدخل الاجنبي الذي قد يؤدي الى تفتيت سوريا و المنطقة. رابعا ان انتصار الجزائر شعبا و جيشا على الارهاب في تسعينيات القرن الماضي علامة فارقة و وسام شرف و يوجد في الداخل و في الخارج من لم يهضم هذا الانتصار إلى يوم الناس هذا و معظم المنشورات المسعورة جاءت من هذه المجموعة. خامسا يمكن اجراء سبر آراء مع الجالية السورية المقيمة في الجزائر عن حياتهم في الجزائر خلال السنوات الماضية و هل تعرضوا للحقرة او سوء المعاملة بسبب ارائهم السياسية سواء كانوا من مؤيدو بشار الاسد او من المعارضين له. سادسا الجزائر اليوم هي الدولة السيادية المستقلة الوحيدة في الفضاء العربي و الاسلامي التي تنعم بالاستقرار و الامن و لا تخضع للإملاءات و تربطها علاقات طيبة مع معظم الدول إلا تلك التي اختارت ان تكون عدوة لها.
احمد العلوي