خسرت مجموعة Stellantis المالكة لعلامة Fiat في الثلاثي الاول من 2024 ما يقرب من 19% من قيمتها في سوق الأوراق المالية، لذا فهي شركة في أزمة، لكن الأهم هو معرفة سبب الأزمة؟
الحقيقة المغيبة عندنا في الجزائر هي ان الأزمة هي ازمة السيارة الأوروبية عموما التي لم تعد قادرة على منافسة السيارات القادمة من الصين و اليابان و كوريا الجنوبية، ان زمن سيطرة علامة فولكسفاغن و ستيلانتيس و غيرهما من العلامات الأوروبية على سوق السيارات في العالم قد ولى إلى غير رجعة. و لا خيار امام العلامات الأوروبية و منها Stellantis إلا نقل مصانعها من الدول الأوروبية حيث اليد العاملة الباهضة الثمن إلى دول مثل الصين و الهند و …الجزائر. و مما يثقل كاهل الشركات الأوروبية ماليا (هذا عامل مهم) و يضاعف الأعباء و المصاريف هو الاضطرار الى استيراد بعض قطع الغيار التي لا تصنعها على خلاف السيارات الصينية التي تستخدم قطع غيار مصنوع 100% في الصين. و على سبيل المثال باعت علامة Geely الصينية 1.8 مليار سيارة في 2023 بنسبة نمو بلغت 52% مقارنة مع سنة 2022.
يمكن اضافة عامل آخر لتفسير ازمة العلامات الأوروبية هو فشل الاتحاد الاوروبي في تحقيق مبيعات كبيرة للسيارات الكهربائية التي اعتمدت بان تكون بديلا للسيارة التقليدية (تسجيل انخفاض المبيعات للسيارات الكهربائية في أوروبا باكثر من 18% في 2023) و لكن الحرب في أوكرانيا و الأزمة التي ضربت دول أوروبا و انخفاض القدرة الشرائية عند المواطن الأوروبي جعلته غير قادر على اقتناء سيارة كهربائية يدور سعرها حول 40 الف يورو و هذا رقم فلكي لا يقدر عليه إلا الاغنياء. و يبقى السؤال: كيف ستتعامل الحكومة الجديدة مع ملف السيارات؟
جيلالي عبد القادر