الحراك الإخباري - كتاب" ربيعيات أمريكية "..هل كان "الربيع العربي "صناعة أمريكية؟
إعلان
إعلان

كتاب" ربيعيات أمريكية "..هل كان "الربيع العربي "صناعة أمريكية؟

منذ 4 سنوات|الأخبار


 ما تزال أثار و تداعيات "الثورات" التي عرفها الشارع العربي أو ما اصطلح عليها بتسمية "الربيع العربي" ماثلة في أكثر من قطر عربي، فالإحتجاجات التي اشتعلت في تلك الدول تحولت لاحقا إلى ثورات لا تعرف الإستقرار، وسقط بعضها سقط في مستنقع الحرب والتمزّق، مثلما حدث في سوريا، ويحدث في ليبيا، وبعضها تعاني من مشاكل اقتصادية وسياسية تعيدها إلى ما قبل الثورة.
يمنح كتاب "ربيعيات أمريكية" للدكتور احمد بن سعادة الصادر مؤخرا عن الوكالة الوطنية للإتصال والنشر والإشهار فرصة إعادة قراءة مشهد هذه الثورات بعيدا عن العاطفة وبعيدا عن أوضاع الشارع العربي الذي لديه أكثر من سبب للثورة والإنفلات، حيث يقدم الكتاب قراءة في السيناريوهات الخفية التي ساعدت في تأجيج الشارع العربي.
ولا يستبعد صاحب الكتاب دور الأذرع الأمريكية التي تتمثل في المنظمات غير الحكومية من خلالها تدريبها "ثوار الأنترنيت".
 ويحرص صاحب الكتاب على التأكيد أن ما يخوض فيه لا ينبع من نظرية المؤامرة، ولا العداء لأمريكا، ولا مناصرة الإستبداد في البلدان العربية، لكنه يتناول المسألة من منطق الدور المزدوج لأمريكا، وتكنولوجيا المعلومات في "الثوارات" التي عرفها أكثر من شارع عربي.
وجاء الكتاب في ستة أجزاء فصّل فيها الباحث في خلفيات وتداعيات الدور الأمريكي في هذه الثورات بداية ب "الثورات الملونة،" مرورا بالمنظمات الأمريكية التي تصدّر الديمقراطية، مستشهدا بالحالة المصرية. وفي ذات الكتاب يقدم الباحث قائمة شاملة للمنظمات غير الحكومية والهيئات والأشخاص والتمويلات، التي استفادت منها كل دولة من الدول التي مرّ عليها ما يدعى ب ''الربيع العربي''.
 يجزم صاحب الكتاب أن أمريكا خططت لإعادة هيكلة خريطة الشرق الأوسط في سياق صراعها الخفي مع روسيا ويضيف احمد بن سعادة إنّه بين سنوات 2000 و2005 ساهمت أمريكا في إسقاط الحكومات الحليفة لروسيا، أي صربيا وجورجيا وأوكرانيا وكيرغيستان، دون إراقة الدماء، وساهمت المنظمات التابعة لأمريكا في دعم ما حدث في هذه الجمهوريات عن طريق المنظمات التابعة لها، مثل وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية، والمؤسسة الوطنية للديمقراطية، والمعهد الجمهوري الدولي، أو المعهد الديمقراطي للشؤون الدولية.
وكدليل على ما ذهب إليه يقول صاحب الكتاب أن "بعض الشعارات التي رفعت في صربيا وجورجيا وأوكرانيا أعيد إنتاجها بأشكال متشابهة في الشوارع العربية من تونس إلى مصر وليبيا، وهذا ما جعله متأكدا أن ''الثورات'' أو ''الانتفاضات'' العربية هي صناعة أمريكية تمت ''فبركتها'' في مخابر تدعي استقلاليتها عن البيت الأبيض.
 في جزء من الكتاب يفضل الباحث في دور التكنولوجيا الحديثة في تأليب الشارع العربي والدور الأمريكي في هذا الإتجاه حيث يربط بين دور شبكات ومنصات التواصل الإجتماعي في الربيع العربي وظهور ما اصطلح على تسميته بثوار الأنترنيت أو منشقو الأنترنيت ودور
شركة أمريكية مقرها بماساشوسيت، التي طورت نظام TOR (تور) الذي يسمح بالإبحار في الشبكة بصفة مجهول، حيث وضع النظام على الشبكة في متناول ''المنشقين'' الإيرانيين مجانا، لتمكينهم من تقاسم المعلومات التي تخص ''الدول الشمولية''، وهي نفس المنظمة، التي ساعدت مستعملي الأنترنت في تونس ومصر على التواصل أثناء ثورتهم، للتحايل على رقابة حكوماتهم.
ويربط ''بن سعدة'' بين تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية، في جانفي 2010 عندما عبرت عن إرادة إدارتها في ''تقديم مساعدة مالية تصل إلى 30 مليون دولار للمؤسسات والمنظمات غير الحكومية، المنتجة للبرامج المضادة للرقابة، لمساعدة المعارضين الذين يعيشون في ظل الأنظمة الإستبدادية لتجاوز العقبات، وتشفير رسائلهم ومحو مسارها. المستفيدون من الأموال الفيدرالية عليهم توزيع الأنظمة مجانا، ترجمتها إلى لغات مختلفة، وتقديم برامج تدريب''.
ويسهب صاحب الكتاب في تقديم تفاصيل عن استعمال هذه الأساليب في الدول التي مرت منها الثورات من تونس إلى ليبيا ومصر.

نعيمة . م

تاريخ Jan 19, 2020