سجّل مرشح الحزب الديمقراطي الشاب زهران كوامي ممداني والبالغ من العمر 34 سنة سابقة في تاريخ مدينة نيويورك بعد حصوله، وفق النتائج الأولية، على 50.4% من الأصوات، ليصبح أول مسلم يتولى منصب عمدة المدينة.
قبل عام واحد، لم يكن ممداني معروفًا على نطاق واسع؛ كان يقف في الشوارع مخاطبًا المارة حول أهمية المشاركة السياسية، في وقت استبعد فيه كثيرون أن يتمكن من تجاوز 1% في الانتخابات التمهيدية. لكن حملته اعتمدت على خطاب قريب من هموم سكان المدينة، ما مكّنه من تحقيق اختراق سريع وقوي.
ركز ممداني في حملته على ملفات معيشية مباشرة، أبرزها تجميد الإيجارات لفائدة نحو مليوني شخص من سكان نيويورك ذوي الدخل المحدود، وتوسيع خدمات النقل المجانية، وتوفير دعم لرعاية الأطفال، إلى جانب العمل على خفض تكاليف المعيشة في واحدة من أغلى مدن العالم.
كما عُرف بمواقفه السياسية الصريحة، خصوصًا في ملف الهجرة وقضية غزة، حيث وصف ما يجري بأنه "إبادة جماعية"، وأعلن أنه في حال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنيويورك "سيُخضعه لإجراءات قانونية".
يدخل ممداني منصبه وسط جملة من التحديات، أبرزها مقاومة من المنظومة السياسية التقليدية داخل المدينة، بما في ذلك خصومه الجمهوريون وبعض التيارات داخل حزبه الديمقراطي.
ومن بين أولويات برنامجه التنفيذي:
تجميد الإيجارات المخفّضة لملايين من ذوي الدخل المحدود.
إطلاق شبكة باصات مجانية في الأحياء الفقيرة.
إنشاء متاجر مواد غذائية مدعومة في المناطق الأكثر هشاشة.
تحديث شبكة المترو.
فرض ضريبة جديدة بنسبة 2% على الأثرياء لتمويل الخدمات العمومية، وهي خطوة مرشحة لإثارة جدل واسع واعتراضات من القوى الاقتصادية المتنفذة.
علاقة متوترة مع البيت الأبيض
على الصعيد الفيدرالي، تبدو العلاقة بين ممداني والرئيس دونالد ترامب مرشحة للتوتر. فبينما أعرب العمدة الجديد عن استعداده للتعاون في الملفات الاقتصادية، شدد على رفضه لسياسات ترامب تجاه الهجرة والحقوق المدنية، ما قد ينعكس على حجم التمويل الفيدرالي الموجه للمدينة.
ورغم الضغوط المتوقعة، يرى مؤيدو ممداني أنه يمثل جيلاً جديداً من القيادات المحلية القادرة على صياغة نموذج حكم مختلف، قائم على العدالة الاجتماعية وقرب المسؤول من المواطن، في مدينة تُعد مركز القوة المالية والسياسية والإعلامية في الولايات المتحدة.

