الحراك الإخباري - فرنسا: الحاج موسى موسى الحاج
إعلان
إعلان

فرنسا: الحاج موسى موسى الحاج

منذ شهرين|رأي من الحراك


يحاول بعض "الخبراء" عندنا ايهام بل تغليط الرأي العام الجزائري بان الانتخابات الفرنسية هي شأن جزائري، و بان فوز التجمع الوطني الفرنسي RN من اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في 7 جويلية (و هذه فرضية ممكنة جدا) ستكون له عواقب وخيمة على الجزائر و بانه يجب بالتالي قطع الطريق على هذا التيار بمساعدة التيارات الأخرى لانها اقرب الى مصلحة الجزائر! 

و كأن اصحاب هذا الرأي يقولون لنا بأن اليمين او اليسار او غيرهما من التيارات الفرنسية التي توالت على رأس الحكم في فرنسا منذ اكثر من 50 سنة اعترفوا بجرائم دولتهم في الجزائر و اعتذروا للشعب الجزائري و عوضوه رمزيا و ماديا مثلما فعلت إيطاليا مثلا مع ليبيا مما مهد الطريق الى تعبيد الطريق للتطبيع بين ليبيا و إيطاليا على أسس صحيحة تخدم مصلحة البلدين. 

في الحقيقة الجزائر لا تتعامل مع الدول على اساس التيارات السياسية التي تقودها بل بناء على منطق الدولة و منطق المصلحة العليا للجزائر، لا يهم الجزائر ان يقود الدولة الفرنسية اليمين المتطرف او اليسار المتطرف بل ما يهم هو ان تكون العلاقات مع فرنسا كدولة لا كتيارات سياسية هي علاقات تخدم المصالح الوطنية الجزائرية، هذا هو قلب الموضوع. 

اما قضية وصول اليمين المتطرف او اليسار المتطرف بالنسبة للجزائر هو "الحاج موسى و موسى الحاج" كما يقول المثل الشعبي الجزائري، و قد اثبتت الحكومات الفرنسية التي تعاقبت منذ اكثر من 50 سنة بانها غير صديقة و بانها لم تبني علاقاتها مع الجزائر على اساس رابح رابح بل على اساس رابح (فرنسا) خاسر (الجزائر)، و من لا يصدق هذا الكلام ما عليه إلا الاطلاع على ارقام الاستثمارات الفرنسية في الجزائر و مقارنتها بأرقام استثمارات دول اخرى مثل إيطاليا، قطر، تركيا، الصين…

اخيرا لا بد من تذكير "الخبراء" عندنا بان الجزائر لا تتدخل في الشأن الداخلي للدول تماما كما ترفض الجزائر بقوة ان تتدخل الدول في شؤونها الداخلية و فرنسا ليست استثناءا "و لي في القلب في القلب"


احمد العلوي

تاريخ Jul 3, 2024