استقبل كاتب الدولة لدى وزير الطاقة، المكلف بالطاقات المتجددة، السيد نور الدين ياسع، اليوم الثلاثاء 22 أفريل 2025، بمقر الوزارة، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول الخليج بالمفوضية الأوروبية، السيد ستيفانو سانيينو، وذلك بحضور سعادة سفير الاتحاد الأوروبي لدى الجزائر، إلى جانب إطارات من الوزارة وممثلي المفوضية.
وخلال هذا اللقاء، ناقش الطرفان سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في مجال الطاقات الجديدة والمتجددة، في إطار الحوار الطاقوي المنتظم بين الجانبين. وقد شكل اللقاء مناسبة لتقييم مدى التقدم المحرز في التعاون الثنائي، خصوصاً في مجالات تطوير مشاريع الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر، إلى جانب دعم الانتقال الطاقوي وتعزيز الفعالية الطاقوية، وكذا خفض الانبعاثات مع التأكيد على أهمية تبني تكنولوجيات نظيفة وتقنيات حديثة ومستدامة في هذا المجال.
كما تم التطرق إلى المبادرات الإقليمية الرامية إلى دعم الاستثمار الأخضر والانتقال الطاقوي في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، من خلال مشاريع تشجع الابتكار وتُيسّر ولوج المؤسسات الناشئة والصغيرة إلى منظومة الطاقات المتجددة، إلى جانب دعم التكوين وتطوير الموارد البشرية، وتوطين صناعة المعدات والمكونات الطاقوية ، مع التركيز على نقل التكنولوجيا والخبرة الأوروبية.
وفي هذا السياق، تبادل الطرفان وجهات النظر حول مشروعات طموحة قيد التطوير، على غرار مشروع الربط الكهربائي “ميدلينك” (MEDLINK) الذي يهدف إلى تعزيز الربط الطاقوي بين الجزائر وأوروبا، وكذا مشروع الممر الجنوبي للهيدروجين "SoutH2 Corridor" ، الذي يهدف إلى تصدير الهيدروجين الأخضر الجزائري عبر إيطاليا، ألمانيا والنمسا، نحو السوق الأوروبية، بما يضمن الأمن الطاقوي ويُسهم في تحقيق التحول الأخضر في الفضاء الأورو-متوسطي.
وقد قدّم السيد كاتب الدولة، خلال اللقاء، لمحة عامة حول البرامج الوطنية لتطوير الطاقات المتجددة، مستعرضاً التقدم الذي تم إحرازه في إطار التعاون الثلاثي بين الجزائر، الاتحاد الأوروبي وألمانيا، لاسيما من خلال مشروع TaqatHy+، الذي يمثل نموذجاً للتعاون الاستراتيجي المشترك، ويعكس الإرادة السياسية لدى الطرفين لتطوير شراكة طويلة الأمد في مجال الطاقة النظيفة.
كما تم التطرق إلى إمكانيات توسيع التعاون إلى قطاع الموارد المنجمية النادرة، التي تُعد عنصراً أساسياً في تطوير وتخزين الطاقة المتجددة، مع بحث سبل تشجيع الاستثمار الأوروبي في هذا المجال الواعد.
من جهته، عبّر السيد ستيفانو سانيينو عن ارتياحه للتطور الإيجابي الذي تشهده العلاقات الثنائية، مشيداً بدور الجزائر كشريك موثوق واستراتيجي في المنطقة. وأكد على استعداد الاتحاد الأوروبي لمواصلة الحوار وتعزيز التعاون في مجالات جديدة ومتكاملة في قطاع الطاقة، بما يخدم المصالح المشتركة للطرفين.

