بقلم محمد مولودي
مدير الحراك الإخباري و مختص في الشؤون الإسلامية
كان الزحف قويا من العراق ومن سوريا، يقوده حزب البعث العربي الاشتراكي، وزحف قومي ناصري يقوده جمال عبد الناصر من مصر، زحف قومي عربي اشتراكي قد عم العراق وسورية والأردن ولبنان ومصر، وفي هذه الأثناء كان هناك زحف آخر يمتد على المنطقة العربية، وهو الزحف الإسلامي بقيادة حركة الإخوان المسلمين التي كان يقودها مؤسسها الشيخ حسن البنا، منطلقة من مصر حيث تأسست ثم انتشرت في بلاد الشام والعراق. وكان الصدام بين التيارين حتمي ولا راد له، وكانت دول الخليج بقيادة السعودية آن ذاك تدير معركتها في اليمن ضد الزحف القومي الناصري الاشتراكي، ولم يكن لها من حل لوقفه ووقف الزحف البعثي القومي الاشتراكي القادم من دمشق وبغداد إلا بدعم حركة الإخوان المسلمين. فكان ما كان وصار ما صار. مواجهات عنيفة جدا في مصر بين القوميين الناصريين من جهة وجماعة الإخوان المسلمين من جهة أخرى، وبين البعثيين من جهة وجماعة الإخوان المسلمين في بلاد الشام من جهة أخرى، وانتهت المعارك بحل التنظيم الإخواني في مصر وبلاد الشام وانتقال عناصر الإخوان إلى الخليج، وبريطانيا وألمانيا. إلا أن الاستثناء الوحيد في المعادلة كان استثناء الأردن، حيث توصل الملك الأردني آن ذاك إلى اتفاق مع جماعة الإخوان المسلمين، مكنهم من تأسيس حزب العمل الإسلامي، وفتح مكاتب لجماعة الإخوان المسلمين هناك، مقابل رد الزحف الناصري القادم من مصر والزحف البعثي القادم من سورية والعراق، وحفظ العرش من الزوال. ولقد حافظ الهاشميون على عهدهم مع الإخوان، وانقلب آل سعود وبقية الخليج عليهم، إلا قليلا كالكويت وقطر. واليوم وبعد كل هذه الأيام والأشهر والسنون عاد الهاشميون وقرروا التخلي عن حليف الأمس، واعتباره عدوا يهدد ملكهم وعرشهم. وأعلن وزير الداخلية امس (شاهد فيديو) حل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة كل ممتلكاتهم. و يبقى السؤال: اين سيذهب الإخوان؟
شاهد الفيديو