لم يعد لتلك التغريدة المشؤومة أي أثر، فقد قامت منصة "إكس" (تويتر سابقا) بحظر الحساب أولا، ثم لم يعد "دونالد ترامب" يريد العودة إلى التغريد مجددا بعد أن وقع عقدا حصريا مع "تروث سوشيال" لتحمل رغباته الجامحة ثانيا.
لم يعد لتلك الصفقة التي تم بموجبها مقايضة الحق الفلسطيني بالحق الصحراوي أي وجود عندما تقول السفيرة الأمريكية بالجزائر أن بلادها "تدعم الوصول إلى حل سياسي لهذا الملف في إطار الأمم المتحدة ومن خلال عمل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا".
إليزابيت مور أوبين سفيرة بايدن في الجزائر تقول أيضا أن "النزاع في الصحراء الغربية طال أمده بما يكفي"، ونحن جميعا نعرف من له مصلحة في طول أمد النزاع ومن يماطل من أجل فرض الأمر الواقع ومن يريد قلب الحقائق والهروب إلى الأمام.
في التفاصيل التي دونتها جريدتي الخبر والوطن الجزائريتين تقول السفيرة الأمريكية "47 عاما هي فترة طويلة بالنسبة للشعب الصحراوي" (لا يوجد هنا الانفصاليون ولا ساكنة الأقاليم الجنوبية) وتؤكد أن الولايات المتحدة "تتفق على ضرورة منح دي ميستورا المجال والفرصة للعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي للوضع في الصحراء الغربية". (لقد اختفى الاعتراف الافتراضي نهائيا)
ومع ذلك فإن هذه التصريحات، وتصريحات متشابهة ومتكررة في أروقة البيت الأبيض أو في مبنى الكابيتول لن تصل إلى المخزن إلا بعد إخراجها من السياق ووضعها في القالب المعتاد وهو أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تعترف بالسيادة المزعومة للبلد المحتل على الأراضي المحتلة وأنها كما اعترفت فرضا ستفتح قنصلية افتراضا، ليس في الداخلة المحتلة طبعا ولكن في الفضاء السيبراني.
الحقيقة أن هذه الدعاية السوداء هي من جعلت تغريدة ترامب فتحا عظيما إلى غاية حظر حسابه في تويتر وهي من قدمت صفقة عودة العلاقات مع الكيان الصهيوني كصفقة رابحة مع أن السوق كاسد وأنها تدخل في البيوع الفاسدة.
وهي بهذا المعنى تدخل في بيع "ما لا تملك" (المحل) في مقابل "ما لا تملك" (الثمن)، غاب فيها القبض ولم ينل منها محمد السادس إلا صورة جميلة مع كوشنر وأخرى مع شباط.
وبالعودة إلى أوبين تقول السفيرة الأمريكية أن "واشنطن تتفق مع مقاربة الجزائر (قلب الإقليم) بخصوص الأزمة الليبية وحول الساحل وأنهما تتحدثان بشكل متكرر حول ذلك". وهنا على الهسبرة المخزنية أن تجد بديلا للسعار الدائم الذي تسميه "العزلة" أو أن تستجدي تدوينة جديدة على أي منصة للتواصل الاجتماعي.
لطفي فراج