الحراك الإخباري - سقطة بوريطة
إعلان
إعلان

سقطة بوريطة

منذ 5 أشهر|رأي من الحراك


هل كانت مجرد سقطة؟ أم خطأ فاضح كلف المغرب أن تتبخر كل أوهامه وتتحول إلى سراب!!! 

كيف يمكن للمخزن الذي بدأ للتو في تنفيذ المهمة الجديدة بالنيابة عن حلفائه في الساحل أن يتجاهل بلدا كبيرا كموريتانيا وعمقا أمنيا واستراتيجيا في غرب إفريقيا وشريكا اقتصاديا وتجاريا لا غنى عنه على الأطلسي؟

رد موريتانيا التي سأمت من الاعتداءات على مواطنيها (من قبل المسيرات الغبية المغربية) ومن المناورات هنا وهناك كان واضحا في النهاية، مزيد من الابتعاد عن المغرب، ومزيد من الاقتراب من الجزائر وتعميق للعلاقات التكاملية.

كانت البداية، بتحويل موريتانيا إلى ممر للخضروات (البصل) نحو دول غرب إفريقيا ثم بتجاهل مصالحها الحيوية وهي الطامحة لتحول إلى بلد غازي ناشئ وأخيرا بمحاولة إفراغ موانئها الأطلسية ومقايضة شركائها بمزايا لا يملكها المخزن حتى الآن.

رد نواكشوط على مناورات الرباط كان فوريا، زيادة في الضرائب الجمركية ب 171 في المائة وحظر للواردات الفلاحية المغربية التي لم يعد الموريتانيون يرغبون بها ولاسيما مع قدرتهم على تلبية احتياجاتهم المحلية (حتى في رمضان).

وفي الوقت الذي تعتبر فيه الجزائر موريتانيا امتدادا استراتيجيا وشريكا حيويا يحاول المغرب بمناورته (الساحل-الأطلسي) أن يعيد الموانئ الموريتانية إلى القائمة السوداء لا بل ويصرف عنها المتعاملون الاقتصاديون ولاسيما الماليون الذين يعتبرونها منفذا بديلا للحصار الذي فرضته إيكواس.

لكن الموريتانيين ليسوا الخاسرين فقط في خضم هذه المناورة المخزنية وليس ميناء الصداقة (نواكشوط) أو نواذيبو معنيان فقط بهذا التجاهل البائس، موانئ السنغال وكوت ديفوار وبنين ونيجيريا التي تعتبر شريان لدول الساحل الثلاث ولاسيما النيجر وبوركينافاسو مهددة أيضا (القادم أسوء).

وإلى ذلك يتجاهل المخزن الطموح الموريتاني في المجال الطاقوي ويعتبر موقفه بخصوص الأنبوب الوهمي الذي يربط نيجيريا بالمغرب على مسافة 5.600 كلم (13 بلدا) تحصيل حاصل.

ولا يكترث بوريطة إلى جانب ذلك وهو يدافع عن هذا الوهم الذي يدخل في استراتيجية المغرب لمعاكسة الخيارات الجزائرية بطموح موريتانيا (والسنغال أيضا) لتحول إلى مورد للغاز الطبيعي (الطاقة النظيفة) ولاسيما لجيرانها بعد أن بدأت فعلا مشروع إنشاء حقل "السلحفاة أحميم" الذي تقدر احتياطاته من الغاز الطبيعي 450 مليار متر مكعب.

وحتى عندما كان يلتقط الصورة مع وزراء خارجية الساحل لم يلحظ بوريطة أن مصالح موريتانيا لا يمكن تجاوزها أبدا باتصال هاتفي أو زيارة بروتوكولية أو ترشيح في الاتحاد الإفريقي كان الفاعلون الأربعة قد حسموه فعلا (الجزائر وتونس والصحراء الغربية وليبيا).

لطفي فراج

تاريخ Feb 22, 2024