يبدو أن الدكان المخزني المسمى "ماروك إيبدو" قد تحصل مؤخرا على مجموعة جديدة من الأقلام الملونة، فقاعة التحرير داخل هذا الموقع الالكتروني القريب من المخابرات المغربية قد رسمت خارطة جديدة.
يحاول هذا الدكان الذي لا يزال يؤمن بالوهم من طنجة المغربية إلى سان لويس السنغالية ومنها إلى تومبكتو المالية هذه المرة أن يحمل الجزائر مسؤولية الوضع الشاذ الذي يعرفه الاتحاد المغاربي لكنه وهو يرسم الخارطة الجديدة التي تحدد البلدان يظهر للقارئ بشكل واضح "قلب الإقليم".
قلب الإقليم الذي أوجدته الجغرافيا وأثبتته الأحداث التاريخية التي جلعت مما وراء الأطلس الكبير مجرد فلات يوشك أن يبتلعه المحيط وقبل ذلك وذاك انتزعه الجزائري من يوغرطة إلى طارق ابن زياد ومن يغمراسن إلى الأمير عبد القادر مرورا بالرياس ووصلا إلى لطفي وفراج الذين رسمت دمائهم الحدود وها هي اليوم تحرسها بنادق الجيش الوطني الشعبي.
وعطفا على ما جاء في مقال "ماروك إيبدو" نذكر نادي الرسم داخل هذا الدكان المخزني بأن المغرب هي الدولة العضو في اتحاد المغرب العربي الذي صادق على عدد أقل من الاتفاقيات الوحدوية باستثناء الاتفاقيات المهيكلة للفضاء المغاربي.
كما أنها الدولة العضو التي قررت في 20 ديسمبر 1995 تجميد أنشطة مؤسسات اتحاد المغرب العربي وهو القرار الغريب والانفرادي الذي دفع بهذا الحلم المغاربي إلى الموت البطيء حتى أصبح انعاشه حاليا مستحيلا.
وبين ذلك وذاك هي الجار الذي حاول ابتزاز المجاهدين وهم في معركة تحرير الأرض ثم غدر بهم ليالي فقط بعد الاستقلال (850 شهيد جزائري)، وهي الجار الذي يصر على زرع الألغام ووضع الحواجز وبناء الجدران وأحداث مراكش 1994 وقنصلية الدار البيضاء 2013 وقنصلية وهران 2020 ثم بيغاسوس ووثيقة عدم الانحياز وحرائق الغابات ودعم المنظمات الإرهابية في 2021 لا تحتاج إلى بيان.
لكن ما ينهي الاتحاد المغاربي فعلا هو ذلك الحليف الذي جره المخزن إلى المنطقة ثم حاول أن يدخله قسرا إلى الاتحاد الإفريقي.
أما الدولة التي هي قلب الإقليم فتواصل المسار الوحدوي على الحدود مع تونس وتقوم عن كثب بتمثين علاقاتها مع موريتانيا وتعتبر سقوط طرابلس خط أحمر ويمتد عمقها الاستراتيجي إلى النيجر ومنه إلى نيجيريا وتحاول أن تجعل من غرب المتوسط بحيرة للفرص الواعدة وللتعاون دون مقايضة المواقف بالأسمدة أو بالحشيش الأخضر أو بأشياء أخرى.
لطفي فراج