تعيش الجزائر على وقع انتشار أخبار كثيرة ومتضاربة حول انتشار فيروس كورونا وعدد المصابين الذي عرف ارتفاعا كبيرا، حيث أثارت هذه المعطيات التي ارتبطت بمفهوم الموجة الثانية للكوفيد والتي قد تكون أخطر من الأولى، هلعا كبيرا في وسط الساكنة لا سيما مع غياب رئيس الجمهورية المتواجد حاليا بألمانيا بعد اصابته بهذا الفيروس.
تحولت حالة الذعر التي رافقت الجزائريين منذ شهر مارس الفارط بسبب انتشار كوفيد 19 إلى فوبياء حقيقية لا سيما مع قرار الحكومة اللجوء إلى رفع وقت الحجر إلى غاية الثامنة مساء لمدة 15 يوم، تطورات خلفت حالة هستريا لدى الأولياء الذين باتوا قلقين على حياة أبنائهم داخل المدارس وسط نقص الإمكانيات المادية مما أثر سلبا على علمية تطبيق البروتوكول الصحي.
ارتفاع الحالات المسجلة التي تجاوزت 750 حالة اليوم وكذا عدد الوفيات خلف ذعرا لدى الأولياء وكذا المواطنين وجعل الجميع يترقب تطورات الوضع والقرارات التي ستصدر لاحقا مع انتشار إشاعات حول إمكانية غلق المدارس ولو لفترة معينة مع احتمال الذهاب نحو حجر كلي..وضع يوحي بالعودة إلى نقطة الصفر بعد كل ما تم تقديمه من تضحيات وهذا ما يزيد من أرق المواطنين.
القرارات المتخذة لم تؤثر سلبا على نفسية المواطن فحسب، بل أثرت أيضا على الوضع الاقتصادي في البلاد على غرار ما حدث في باقي دول العالم ولكن الجزائر تحديدا لا تملك الإمكانيات اللازمة لمواجهة هذه الأزمة الاقتصادية التي كان لها وقع مباشر على القدرة الشرائية للمواطن، حيث عجزت الحكومة في وقت سابق من إيصال مبلغ مليون سنتيم للعائلات المعوزة بسبب البيروقراطية كما سبق وأن صرح به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وضع صعب تواجهه الجزائر في انتظار تسويق اللقاح المزعوم الذي لم يتم تسجيله بعد على مستوى المنظمة العالمية للصحة في وقت تنسب فيه عدة مخابر لنفسها ملكية اللقاح الموعود ولعل ما يزيد من خطورة الوضع هو أن الفترة الحالية تعرف انتشار فيروس الأنفلونزا الموسمية وهذا ما يزيد من صعوبة التفريق بين كورونا والأنفلونزا خاصة وأنهما ووفق ما يؤكده الأخصائيون في مجال الطب لديهما نفس الأعراض ليبقى الاختلاف فقط مرتبط بتعقيدات الفيروس، حيث أن كورونا يعتبر هو الأخطر..رهان كبير ينتظر الجزائر لمواجهة الوضع بكل أبعاده وإعادة الثقة للمواطن وحماية حياته.
حيدر شريف