الحراك الإخباري - فاعل أصلي وشريك في الجريمة
إعلان
إعلان

فاعل أصلي وشريك في الجريمة

منذ شهر|الأخبار


لم يعد شريكا في الجريمة فقط، لقد أصبح من خلال صمته وفتحه لموانئه ودعمه للجيش الصهيوني وإمداده له بالمؤونة والعدة والعتاد فاعلا أصليا في إبادة الفلسطينيين في غزة.

وفي هذا الصدد، أكد الكاتب الصحفي المغربي يونس مسكين أن الصمت الرسمي في المغرب على جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، "خيانة لمبادئ الإنسانية" و "خذلان لروح الأخوة التي ينبغي أن تجمع الإنسانية ضد الظلم"، مشددا على أن هذا الصمت "يلبس الشعب المغربي ثوب العار ويغطي وجهه بمساحيق الخزي".

وفي مقال له تحت عنوان "إنه ليس غياب، بل حضور من موقع الجبن والتواطؤ"، أشاد يونس مسكين بالبيان الذي أصدرته هيئات وشخصيات وطنية مغربية أعلنت فيه براءتها من الصمت الرسمي للدولة المغربية تجاه اغتيال الكيان الصهيوني لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس، إسماعيل هنية.

وكانت عشرات الهيئات والشخصيات الوطنية المغربية قد أصدرت، الأحد الماضي، بيانا للرأي العام المغربي والدولي تبرأت فيه من الصمت الرسمي للمخزن إزاء جريمة اغتيال إسماعيل هنية بالعاصمة الإيرانية طهران يوم 31 يوليو الماضي، مؤكدة أن موقف المخزن "مبتور عن إرادة الشعب المغربي الأصيل".

ووصف يوسف مسكين جريمة الاحتلال الصهيوني بحق الشهيد هنية "بطعنة غدر جديدة في ظهر القضية الفلسطينية" و "انتهاك سافر لسيادة دولة مستقلة وكاملة العضوية في منظمة الأمم المتحدة هي إيران".

وأعرب الصحفي المغربي عن صدمته من صمت المخزن إزاء جرائم الصهاينة، خاصة مجزرة مدرسة "التابعين" بحي الدرج بغزة، قائلا: "ما يصدم ويجرح ويشعر بالقرف هو هذا الصمت الرسمي تجاه المجزرة المقيتة التي ارتكبها الاحتلال فجر السبت، في حق 100 من المدنيين".

وأضاف: "من المستحيل أن نجد ما يبرر الصمت على جريمة القتل الجماعي ل 100 مصل آمن في بيت من بيوت الله ساعة فجر، خاصة وأن هذه الجريمة لاقت إدانة دولية واسعة"، مؤكدا أنه "لم يعد هناك مجال للتفهم أو التماس الأعذار، فقد سقطت وتهاوت كل التبريرات الممكنة والمختلقة (..)" ومشددا على أن "كل التبريرات الممكنة ما هي إلا محاولات فاشلة لتجميل موقف قبيح".

كما شدد في الإطار على أن "القضية هنا ليست مجرد مسألة سياسية أو دبلوماسية بل إنها قضية إنسانية وأخلاقية بامتياز وأن الضغط الحقيقي الذي يجب أن نخشى منه هو ضغط الضمير وثقل المسؤولية التاريخية ونظرات الأجيال القادمة التي ستسألنا أين كنتم عندما سفكت دماء الأبرياء كيف بررتم الصمت أمام هذا الظلمة".

وخلص الإعلامي المغربي إلى أنه "لا يمكن أن يكون هناك تبرير مقبول للخذلان، لأن الحق لا يقبل المساومة والمبادئ لا تباع أو تشترى"، مضيفا: "في زمن تراق فيه دماء الأبرياء بلا حساب، يصبح الصمت جريمة لا تقل قسوة عن القتل ذاته بل الصمت هو شراكة في الظلم وتواطؤ مع الطغيان وتخاذل عن الوقوف إلى جانب الحق".


لطفي فراج/الوكالات

تاريخ Aug 13, 2024