الحراك الإخباري - الدكتور جعفر درغوتي ممثل المركز العربي للخدمات التربوية في كندا يتحدث عن توظيف الذكاء الإصطناعي في مجال التربية والبرامج التربوية
إعلان
إعلان

الدكتور جعفر درغوتي ممثل المركز العربي للخدمات التربوية في كندا يتحدث عن توظيف الذكاء الإصطناعي في مجال التربية والبرامج التربوية

منذ 5 أشهر|حوار

يكشف الدكتور جعفر درغوتي، مدير المركز العربي للخدمات التربوية في كندا، والخبير في صناعة المناهج التربوية، عن استراتيجية الهيئة التي يديرها، حيث تسعى حسبه، إلى مواكبة تطور الذكاء الاصطناعي واستكشافه، بهدف دمجه كتقنية رقمية، في إنشاء برامج تعليم اللغات، خاصة العربية، بالنظر إلى الدور الحيوي الذي يلعبه في تصميم وإنتاج برامج التعلم والتعليم، وتوقع محدثنا، ثورة رقمية في الجزائر، مستقبلا، بالنظر  إلى الأموال التي يتم تسخيرها لبلوغ صفر ورق، عكس الدول العربية، التي تعاني "جفافا"، في تمويل بحوث علمائها، يقول، "فالمال العربي...وحتى البنوك و المؤسسات الإسلامية ترفض تمويل البحوث العربية.."، وبذلك، يبقى الذكاء الاصطناعي بعيد المنال عند هذه الدول، فيما أصبح الغرب يتحكم في برمجته، وتوجيهه، بدليل "الثغرات " الخطيرة"، المسجلة عند استخدامه، حيث يقوم "يحجب"، المضامين، خاصة فيما يتعلق بالقضايا العربية، والاسلامية، وأيضا، تلك التي تعارض السياسات الغربية، ومواقفها المعادية، مثلا، للقضية الفلسطينية، وهو ما جرّه إلى التأكيد بان هدف بلوغ " صفر ورق"، لن يخدم الدول العربية، بقدر ما سيزيد من تبعيتها...


__ الحراك الاخباري: انتم في الجزائر للمشاركة في ملتقى توظيف الذكاء الاصطناعي في بناء المناهج التربوية المنظم من طرف المجلس الاعلى للغة العربية...ماهو مجال تدخلكم؟

_ الدكتور جعفر درغوتي: تماما، فأنا أمثل مدير المركز العربي للخدمات التربوية في كندا ، في إطار الشراكة مع المجلس الاعلى للغة العربية، حيث تتقاطع اهدافنا، في فحص الدور المحتمل للذكاء الاصطناعي ، في تعليم اللغات، وتأثيراته على عمليات التدريس والتعلم، والفوائد التي يمكن أن يقدمها في هذا المجال.

__الحراك الاخباري: بصفتكم مؤسسة علمية في مجال الذكاء الاصطناعي.. ما هو انتاجكم البحثي في هذه التكنولوجيا؟

__الدكتور جعفر درغوتي: لدينا فريق متخصص في البرمجيات، وتلقين المناهج التعليمية، عن بعد، حيث يتم التركيز، اساسا، على تعليم اللغة العربية، للناطقين بغيرها، ونسعى أيضا، إلى بلوغ "صفر ورق"، بمعنى اقحام الرقمنة في العملية التعلمية، وتقديم دروس في العربية، عن بعد.

__ الحراك الاخباري : وهل تعملون في إطار تعاقدي مع شركاء من قطاعي التربية والتعليم العالي؟

_الدكتور جعفر درغوتي: نقدم خدماتنا إلى جموع الراغبين في الاستفادة منها، مقابل أسعار معقولة جدا، نحن مؤسسة خاصة، تبيع كتب ورقية، وأخرى رقمية عبر المنصة التعليمية، مقابل اشتراكات سنوية. 

__ الحراك الاخباري: فاذن ...ماذا قدمتم في هذا الاطار؟

_الدكتور جعفر درغوتي: قمنا بتحويل كتب ورقية إلى ناطقة، و انتجنا عديد الفيديوهات التعليمية ، موجهة ايضا، للتلاميذ الذين يتعذر عليهم الالتحاق بالمدارس، لاسباب مختلفة، على غرار ما هو حاصل في كندا، حيث تمثل الثلوج و رداءة الاحوال الجوية، سببا مباشرا، لتلقي المتمدرسين دروسا عن بعد. 

 نحن نستهدف خمسين الف طالب عبر العالم، موزعين على أربعة وكلاء ، بين تركيا، التي تربط مختلف الدول العربية ، ووكيل اخر في باريس، يغطي فرنسا وبعض الدول الاوروبية، والثالث، في المانيا، و اخيرا، وكيل رابع وهو الرئيسي، في كندا ويقدم خدمات للولايات المتحدة الامريكية ايضا. 

 __ الحراك الاخباري: الحديث عن التعليم عن بعد يعود بنا إلى فترة انقطاع الدروس الحضورية عبر العالم طيلة تفشي كوفيد 19 ...

_ الدكتور جعفر درغوتي: تماما...و هذا ما نطمح اليه من خلال مسعى مواكبة الذكاء الاصطناعي، حيث بامكانه أن يلعب دورا حيويا في تصميم وإنتاج برامج التعلم والتعليم، من خلال تحليل احتياجات المتعلمين وتحديد المهارات والمفاهيم التي يجب تعلمها بناءا على مستواهم وأهدافهم التعليمية.

و من هنا، تتم مساعدة المدّرسين والمصمّمين التعليميين ، في إدارة الموارد بشكل فعال، لتطوير مناهج تعليمية مبتكرة ، ومتجددة ، باستخدام تقنيات التعليم الآلي، وتحليل البيانات، مما يسمح بتكييف المحتوى التعليمي مع تطورات واحتياجات سوق العمل.


__ الحراك الاخباري: ..لكن كيف يتم تقييم المتعلمين في حالات الانقطاع عن المدارس و الجامعات...؟

_الدكتور جعفر درغوتي: نسعى في المركز الى تحسين عمليات التقييم، عن طريق الذكاء الاصطناعي، بتطوير أدوات تقييم، ذكية، قادرة على تحليل أداء الطلاب بشكل دقيق وتقديم تقارير شاملة حول تطورهم وتقدمهم، و يتم تقييم التلاميذ ، بثلاثة معايير، بدءا بسرعة الأداء و عدد الأخطاء المرتكبة، و اخيرا، عدد الإجابات الصحيحة.

كما يمكن للذكاء الاصطناعي، ايضا، تعزيز التفاعل بين الطلاب، من خلال توفير أنشطة تعليمية عالية ومشاريع جماعية تشجع على التعاون وتبادل المعرفة بينهم .


__ الحراك الاخباري: المركز يسعى إلى رقمنة تعليم اللغة العربية لغير ناطقيها...فماذا عن الدول العربية؟

_الدكتور جعفر درغوتي: التحدي كبير جدا في الدول العربية، في تونس مثلا، مسار الرقمنة ضعيف جدا، يتغلب عليه الطابع التجاري.


__ الحراك الاخباري: و ماذا عن الجزائر ؟

_الدكتور جعفر درغوتي: الأمر مغاير تماما في الجزائر، انا اتوقع ثورة رقمية في المستقبل القريب، بالنظر الى القدرات المالية الكبيرة التي أصبحت تتوفر عليها، حيث يتطلب تطوير الذكاء الاصطناعي و استغلاله في مختلف القطاعات و المجالات، ميزانية كبيرة، غير ان الحكومات غير ملزمة بضخها لمرافقة الباحثين.


__ الحراك الاخباري: فما هو مصدر تمويل هذه الابحاث؟

_الدكتور جعفر درغوتي: برامج الذكاء الاصطناعي مكلفة جدا، غير أن المهندس أو المبرمج المختص، لا يستطيع بالطبع اقتناء برمجيات قد تتجاوز قيمتها مئات الالاف من الدولارات، و انا أؤكد أن الحكومات 

 لا تتحمل المسؤولية، بل، كل المسؤولية تقع على عاتق رجال الأعمال و البنوك و المؤسسات المالية، فالمفروض انها تتحمل تمويل البحث العلمي، مثلما هو حاصل في الغرب، لكن ، للاسف، المال العربي، لا يموّل الابحاث العلمية، و حتى المؤسسات و البنوك الاسلامية، ترفض ذلك، حتى اذا كان البحث في إطار خيري.

 في كندا البنوك تموّل الابحاث، حيث تقدم في أول مرحلة 10 مليون دولار، و تقوم بمرافقة المؤسسة العلمية، أو الباحث، و متابعته إلى غاية بلوغ المرحلة التالية، لتمكينه من تمويل ثاني، و هكذا، حتى طلبة الدكتوراه و الماجستير ، يستفيدون من مساعدات مالية ب500 دولار شهريا، من البنوك ، بمجرد تقديم طلب.


__ الحراك الاخباري: بعيدا عن التمويل...كيف تقيمون استعداد و مستوى الكوادر و المدّربين؟

_الدكتور جعفر درغوت: بعد التجربة الطويلة في هذا المجال، لاحظنا مفارقة كبيرة، تتمثل في عدم تحكم المبرمجين و المهندسين ، في تكنولوجيات الإعلام الالي، و لا حتى ابجديات الكمبيوتر و البرمجة ، و هي 

حقيقة مرّة ، لاننا نتحدث عن الذكاء الاصطناعي، في انعدام الخبرة في البرمجة.

__  الحراك الاخباري: هذه مفارقة مثلما اكدتم...و هل من مفارقات اخرى في استخدام الذكاء الاصطناعي؟

_الدكتور جعفر درغوت: التعليم الافتراضي عن بعد، فيه ايجابيات مثلما تطرقنا له، لكن، ايضا، سجلنا " مضايقات"، عديدة بعد عدة تجارب، بينت لنا بانه، حتى الذكاء الاصطناعي، يعمل ببرمجيات متحكم فيها، و هو ما كشفت عنه دراسة قام بها فريق من المركز، لمدة اربعة اشهر، حيث فرض على البرنامج تحويل و ترجمة جملة واحدة ، لكنه، رفض ذلك و اعتذر بعد محاولات يائسة، بسبب صعوبة اللغة العربية، خاصة ما تعلق بالحركات، اي، التنوين و الشدة و همزة الوصل و همزة القطع، و رغم الميزانية التي التهمها هذا البحث، إلا أنه لم يصل لأية نتيجة.

و هذا هو التحدي الكبير الذي تواجهه الدول العربية، حيث تتطلب البحوث استثمارا كبيرا، غير متاح فيها، لكن اريد أن انوه في الاخير، بانه في المجال التعليمي، لا يمكن ابدا التخلي عن الورق، فمحاولات بلوغ صفر  ورق، مغالطة كبيرة و خطيرة قد تقضي على إمكانيات ومهارات جيل كامل، لأن التلميذ الطفل بحاجة إلى

 لمس الورقة و القلم، لتدوين ما يريد، كي يبقى راسخا في ذهنه.

كما أن الذكاء الاصطناعي، يلغي الاحاسيس ، و هي ثغرة خطيرة اخرى في استخدامه، مثلما بينته تجربة، قام بها باحث فلسطيني، حاول استخدام هذه التكنولوجية، في التعبير عن احاسيس طفلة فلسطينية فقدت اسرتها خلال الحرب على غزة، ليتفاجأ برد البرنامج و هو يخبره بان اشتراكه انتهى.

و هو نفس الرفض، الذي يتلقاه خبراء المركز، كلما حاولوا إدخال لفظ الجلالة، حيث تسقط منه، الشدة، كما تسقط كل الحركات من الآيات القرانية، كدليل مؤكد على أن الذكاء الاصطناعي مبرمج و موجه من الغرب .

سيدعلي مداني

تاريخ May 17, 2024