شارك سيد علي زروقي، وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، اليوم الأربعاء 09 جويلية في جلسة نقاش رفيعة المستوى تمحور موضوعها حول: " البنية التحتية للمعلومات والاتصال – أساس للولوج الشامل، المستدام والميسور التكلفة"، ضمن فعاليات "القمة العالمية لمجتمع المعلومات "الجارية أشغالها بجنيف-سويسرا- في الفترة الممتدة من 07 ﺇلى 11 جويلية 2025.
تجاوبا مع سؤال طُرح خلال هذه الجلسة، تمحور حول أنجع المقاربات الكفيلة بضمان ألا تقتصر غايات الاستثمارات في البنية التحتية، خاصة في المناطق النائية، على مجرد توفير الاتصال، بل تُسهم أيضا في خلق قيمة محلية مستدامة تُعزز مناعة المجتمعات وتنمّي المهارات، لا سيما لدى الشباب والنساء،
أوضح السيد الوزير أن البنية التحتية الرقمية في الجزائر لا تُعد ترفا أو امتيازا، بل هي أداة لصون كرامة المواطن، وركيزة لتقوية التلاحم الوطني، وذلك تجسيدا للرؤية المتبصرة للسيد رئيس الجمهورية، الذي أكد في أكثر من مناسبة على ضرورة عدم ترك أي منطقة خلف الركب التكنولوجي وضمان إدماج رقمي شامل لجميع فئات المجتمع.
متناولا محاور وأهداف هذه الرؤية، أفاد السيد الوزير أن:
-الجزائر قامت بالاستثمار بكثافة في رفع قدرات عرض النطاق الترددي الدولي، وتعميم شبكة الألياف البصرية، وتوسيع تغطية شبكة الجيل الرابع و إطلاق خدمة الجيل الخامس (5G)، باعتبارها مرحلة مفصلية في مسار التحول الرقمي الوطني. كما تم اعتماد حلول الربط عبر الأقمار الصناعية، عبر كامل التراب الوطني، بما في ذلك أقصى المناطق الجنوبية. صعبة الولوج.
- الاستثمارات المعتبرة المسخرة في البنية التحتية لا تستهدف فحسب تحسين التغطية، بل ترمي ﺇلى جعل الاتصال الرقمي شريانا للتواصل ومحفزا لخلق الفرص.
- العناية بالبنية التحتية للاتصالات مرافقة ومقرونة ببرامج وطنية لتنمية المهارات الرقمية محليا في إطار مراكز للتدريب المجاني في مجالات البرمجة، الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، إلى جانب توجيهها إلى دعم وتحفيز الابتكار لدى الشباب، وتمكين النساء في مجال التكنولوجيا.
- المقاربة الجزائرية في الادماج الرقمي تتضمن أيضا، دعما فعليا و متكاملا للمؤسسات الناشئة من خلال إطار قانوني ملائم، وتحفيزات موجهة، وآليات تمويل غير مسبوقة، تجسيدا لرؤية رئيس الجمهورية التي أرست بيئة مواتية مكنت جيلا جديدا من رواد الأعمال الرقميين من التميز والابداع.
-استراتيجية الجزائر في تطوير البنية التحتية للاتصالات ترمي ﺃيضا ﺇلى جعل مراكز الصحة، والمدارس، والخدمات العمومية مجهزة رقميا، مشيرا أن الوصول الشامل ليس رقما على لوحة تحكم، بل هو تلميذة تتابع دورة في البرمجة، ﺃو فلاح يطلع على بيانات الطقس، ومؤسسة ناشئة تنفذ إلى الأسواق العالمية.
معرجا على طموحات و ﺁفاق التعاون الدولي المتعدد الأطراف في ميدان تكنولوجيات الاعلام و الاتصال و التحول الرقمي ضمن ديناميكية القمة العالمية لمجتمع المعلومات (WISIS 2025) ، ﺃكد السيد زروقي خلال هذه الجلسة رفيعة المستوى، ﺃن الجزائر مستعدة للمساهمة الفعلية في تجسيد رؤية مشتركة يكون الاستثمار فيها موجها صوب الإنسان والتطور التكنولوجي وموظفا لخدمته وتنمية معرفته الرقمية، في مقاربة مستدامة، وذلك من خلال التعاون النشط، وتبادل الخبرات، و تعزيز الشراكات جنوب-جنوب، كوسائل عملية لمواجهة التحديات المشتركة، مؤكدًا أن الفجوة الرقمية ليست قَدَرًا، بل تحديًا يمكن رفعه بجهد جماعي منسق.
كما جدد الوزير، في ذات السياق، الدعوة لالتزام جماعي من أجل خلق بيئات محفزة وآمنة تتيح استثمارا مستداما بين القطاعين العام والخاص، مشددا على أهمية اعتماد مؤشرات قياس دولية موحدة تتجاوز مجرد الربط، لتشمل دراسة وتقييم الكلفة، والسرعة، والجودة، والاستخدام الفعلي، خصوصا في المناطق الريفية والمعزولة.