ستنقل محاكمة محمد مدين قائد جهاز المخابرات من 1991 الى 2015 على المباشر في التلفزيون العمومي، و هذه سابقة تاريخية، على الشعب الجزائري ان يقدرها حق قدرها. 

و معروف عن هذا الجنرال أنه عمل في الظلمة التامة لا تعرف ملامحه الا قلة قليلة، فلا أحد يعرف نبرة صوته، طريقة تفكيره، بأي لغة يتحدث، ما هو معتقده الفكري، أفكاره الاقتصادية، قراءاته...لذا ستكون محاكمته العلنية فرصة لاكتشاف هذا الرجل اللغز المتهم بالتآمر ضد قيادة الجيش بعد ان تحالف مع السعيد أخ الرئيس بوتفليقة للإطاحة بأحمد قايد صالح لا لشئ الا لان هذا الأخير استمع لصوت الشعب الرافض لمنح عهدة خامسة لرئيس كان خارج مجال التغطية بسبب المرض. 

السؤال الان هو ماذا سيقول محمد مدين في هذه الجلسة العلنية؟ هل سيكشف بصفته زعيم الدولة العميقة عن "جيشه" الذي لا زال يعمل ليل نهار على إنقاذ النظام الفاسد الذي ساد في العشرية السابقة؟ من هم قيادات هذه الدولة العميقة؟ ما هي تفاصيل العقد الذي تم بينه و بين سعيد بوتفليقة؟ من سعى بينهما و سهّل اللقاء؟ و ما هو المقابل الذي كان سيتقاضاه محمد مدين للإطاحة بقائد الاركان؟ من هم رجالات محمد مدين في قطاعات السياسة، المال و الاعلام الذين مازالوا يحلمون بالزمن "الجميل"؟

فلا تضيع أيها الشعب الجزائري فرصة متابعة تفاصيل هذه المحاكمة التاريخية المبرمجة في 23 سبتمبر من محكمة البليدة، و محمد مدين، سعيد بوتفليقة، بشير طرطاق، لويزة حنون...هم "ابطالها. 

محمد مولودي