الحراك الإخباري - الصحافة العالمية بعد غزة و ضرورة البحث عن البديل الوطني
إعلان
إعلان

الصحافة العالمية بعد غزة و ضرورة البحث عن البديل الوطني

منذ 20 ساعة|رأي من الحراك


هل يجوز الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة بعد غزة؟ هل يوجد، بعد غزة، شيء اسمه حرية الصحافة؟ ما معنى حرية الصحافة عندما تصبح الكتابة عن الابادة في فلسطين جريمة يعاقب عليها القانون في الدول الغربية؟ اما اهم سؤال لنا في الجزائر بعد رِدّة الصحافة العالمية هو اين نجد النموذج الامثل الذي يمكن ان يتبعه الصحفي الجزائري؟ 

سقطت كل الأقنعة و ظهر الإعلام الغربي على حقيقته: مجرد الة بروباغندا تبرر ما لا يبرر، لا اخلاق و لا احترافية و لا هم يحزنون، تعمل بتوجيه مباشر من الصهيونية العالمية التي تمول و توجه و تضلل و تكذب في وضح النهار و تغطي على اغتيالات الأطفال و النساء و الشيوخ و الصحفيين و المصوريين الفلسطينيين، اكثر من 200 صحفي استشهد منذ السابع من اكتوبر 2023!

هذا هو واقع الاعلام الغربي، فقد مصداقيته و اخلاقه و انكشفت عورته و ظهر قبيحا بشعا منفرا، لم يعد من الممكن ان يشكل نموذجا يحتذى به، بعد ان كان هو المرجعية التي لا مرجعية بعدها و القبلة التي لا قبلة بعدها. ان سقوط النموذج الاعلامي الغربي يطرح علينا تساؤلا كبيرا: ما هو النموذج الذي يمكن ان نتبعه في الجزائر لبناء اعلام محترف محترم يخدم المصالح العليا للدولة الجزائرية؟ يبدو انه بات من المستحيل استيراد نموذج من الخارج سواء من الغرب او من الشرق بعد ان اختلط الحابل بالنابل و تبين بشكل قطعي ان استيراد نموذج اعلامي يشكل خطرا حقيقيا على كينونة الدولة و بانه لا بد من ايجاد بضاعة وطنية تكون بديلا للبضاعة المستوردة تماما كما فعلت الصين و روسيا و غيرهما من الدول التي رفضت الوافد الاعلامي و طورت منظومتها الإعلامية الوطنية بالتركيز على عناصر مهنية مثل الاحترافية و اخلاقيات المهنة في صناعة محتوى وطني مقبول لدى الجمهور الوطني، بالإضافة إلى التمويل و هو عصب الحرب الإعلامية اذ لا يتصور بناء مؤسسات إعلامية وطنية قوية تنافس بضاعة الخارج و محتوى الخارج دون مال. و يحتاج النموذج الوطني بالإضافة إلى المال، إلى المورد البشري المؤهل المحترف الذي يملك الرؤية و الخبرة و القدرة على التجسيد في الميدان. 

و عندما تجتمع عناصر القوة (الرؤية، المورد البشري الوطني الكفء و المال) يمكن للإعلام الجزائري ان يهزم العدو حتى دون حاجة الى خوض الحرب و هذا هو عين الانتصار. 


احمد العلوي

تاريخ May 3, 2025