من واشنطن: محمود بلحيمر

مقتل جندية أميركية على يد مهاجر أفغاني في قلب العاصمة واشنطن دفع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب للمضي إلى السرعة القصوى في تبني سياسة متشددة حيال المهاجرين، بمن فيهم المهاجرين المقيمين بشكل قانوني في أميركا.

ترامب أعلن أن إدارته ستعمل على وقف الهجرة بشكل دائم من جميع دول العالم الثالث. الرئيس الأميركي وفي منشور على منصته "تروث سوشل"، نشره بعد عشاء "عيد الشكر" الذي يُحتفل به في كامل أرجاء أميركا وكندا، قال: "سأوقف الهجرة بشكل دائم من كل دول العالم الثالث للسماح للنظام الأميركي بالتعافي بشكل كامل".

وأضاف ترامب أنه سيلغي ملفات ملايين المهاجرين التي تم قبولها بشكل غير قانوني في عهد الرئيس السابق جو بايدن، وفق تعبيره. كما تعهد "بإبعاد أي شخص لا يُعد مكسبا صافيا للولايات المتحدة أو غير قادر على حب بلدنا، وإنهاء جميع المزايا والإعانات الفيدرالية الممنوحة لغير المواطنين في أميركا"، وسيجرد "المهاجرين الذين يُقوّضون الأمن الداخلي من جنسيتهم، وسيرحل أي مواطن أجنبي يشكل عبئا على الدولة، أو يشكل خطرا على الأمن، أو لا يتوافق مع الحضارة الغربية".

ترامب يتحدث عن "الهجرة العكسية"

واستخدم ترامب مصطلحا جديدا في ملف الهجرة وهو "الهجرة العكسية" قائلا: "الهجرة العكسية وحدها هي الكفيلة بعلاج هذه الحالة بشكل كامل". ويُجهل هل يعني بذلك ترحيل شامل للمهاجرين المقيمين بصفة دائمة في أميركا، وماهو الأساس القانوني الذي يستند إليه؟ علما أن هكذا إجراء مرشح لكي يثير إعتراضات من الكونغرس والقضاء ومن الهيئات الحقوقية المختلفة في أميركا.

ولم يوضح ترامب ماهي الدول المعنية بالوقف الفوري لطلبات الهجرة النظامية، سواء ضمن ما يُعرف ببرنامج التنوع الشهير (غرين كارد)، الذي يسمح لمواطني دول مختلفة ومنها الجزائر بالإقامة الدائمة في أميركا والحصول على الجنسية الأميركية بعد نحو خمس سنوات، أو برامج أخرى.

ولا يوجد إسم الجزائر ضمن الدول التي سبق للبيت الأبيض أن أعلن في جوان الماضي تقييد دخول رعاياها "لحماية الولايات المتحدة من الإرهابيين الأجانب ومن التهديدات للأمن القومي والسلامة العامة" وفق مذكرة منشورة على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض. ونجد من بين الدول أفغانستان وتشاد وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن وبورندي وفنزويلا وكوبا..

وكان الرئيس الأميركي قد أعلن الأربعاء أن إدارته أمرت بوقف فوري لمعالجة طلبات الهجرة من أفغانستان، وأعلنت مراجعة شاملة لوضع الإقامة الدائمة للمهاجرين من 19 دولة مصنفة "مثيرة للقلق"، بينها أفغانستان وإيران وليبيا واليمن.

وكتب مدير خدمات الجمارك والهجرة جوزيف إدلو، على منصة "إكس" أنه وجّه بإعادة فحص شاملة ودقيقة لكل حالات الإقامة الدائمة، المعروفة باسم "غرين كارد" لكل أجنبي من كل دولة مثيرة للقلق". وهذا المصطلح مرشح لإثارة جدل حول المعايير التي ستستند إليها الإدارة الأميركية لتصنيف بلد ما على أنه "مثير للقلق" وآخر غير مثير للقلق.

وسبق للرئيس الأميركي أن وصف حادث إطلاق النار الذي وقع بالقرب من محطة مترو على بعد نحو 600 متر من البيت الأبيض بأنه "عمل إرهابي". ومُطلق النار مهاجر أفغاني إسمه رحمن الله لاكانوال، يبلغ من العمر 29 عامًا. دخل الولايات المتحدة عام 2021 ضمن برنامج إعادة توطين آلاف الأفغان الذين ساعدوا القوات الأميركية حيث سبق له العمل مع وكالة الاستخبارات الأميركية وهيئات حكومية في أفغانستان.

وأصيب عنصران من الحرس الوطني استهدفهما رحمن الله مساء الأربعاء ونُقلا إلى المستشفى في حالة حرجة. وأعلن ترامب الخميس عن وفاة الجندية سارة بيكستروم متأثرة بجروحها، فيما لايزال الرقيب أول في سلاح الجو أندرو وولف، في حالة حرجة. والجنديان قدما من ولاية ويست فيرجينيا في إطار التعزيزات الأمنية التي أمر بها ترامب للقضاء على الجريمة في العاصمة الأميركية ومساعدة قوات إنفاذ القانون في تنفيذ قوانين الهجرة.

م. ب