الحراك الإخباري - اكْفِينَا شَرْهُمْ!
إعلان
إعلان

اكْفِينَا شَرْهُمْ!

منذ شهر|رأي من الحراك


تقول الرواية (إذا صحت طبعا) بان تعليمة الرئيس الراحل هواري بومدين إلى رجل الظل مسعود زقار بخصوص العلاقات الثنائية بين الجزائر و الولايات المتحدة الأمريكية كانت تتلخص في عبارة "أكْفِينَا شَرْهُمْ" بمعنى ان الجزائر المستقلة بعد ثورة أسطورية عظيمة لم تكن تريد و لم تكن تسعى لمواجهة لا امريكا و لا اية دولة أخرى، وبان زمن الثورة قد ولى، وبان اولوية الاولويات في جزائر ستينيات و سبعينيات القرن الماضي كانت بناء الدولة و الوطن و التركيز على تلبية الاحتياجات الأساسية للشعب الجزائري الذي عانى الأمرين بسبب 130 سنة من الاستعمار الفرنسي الذي لم يبق و لم يذر.

ان توصية الهواري بومدين لمسعود زقار و هو رجل أعمال ناجح و دبلوماسي الظل و الخبير في العلاقات الثنائية بين الجزائر و امريكا لا تزال صالحة إلى يوم الناس هذا و يتعين على من يملك مستوى النصيحة و الاستشارة في جزائر 2025 ان يدعم توجه الرئيس عبد المجيد تبون بان يكفينا شر رئيس امريكا الجديد دونالد ترمب المعروف بعنجهيته و تفضيله منطق القوة على منطق الحق و عدم احترامه للدول الضعيفة بل والدول القوية و تهديده بضم دولة بحجم كندا يؤكد ما نقول. 

لا يعني هذا الكلام أبدا التنازل عن المبادئ او السير عكس تيارها بل يعني بالضبط تجسيد اهداف الثورة الجزائرية في بناء دولة وطنية اجتماعية قوية بما تنتج من موارد بشرية و خيرات اقتصادية و علمية و عسكرية و استخباراتية و إعلامية، هذا هو الهدف الاول و الاخير. لان الجزائر التي ضحت بملايين الشهداء و تحولت الى ايقونة ثورية ضد الاستعمار ليست بحاجة اليوم ان تثبت مكانتها عندما يتعلق الأمر بالمبادئ، الجزائر بحاجة ماسة اليوم الى المحافظة على السلم و الاستقرار و المضي قدما لتحقيق نهضة اقتصادية حقيقية و لن يكون هذا إلا بالتركيز على البناء و الابتعاد عن كل ما يمكن ان يعرقل المسيرة لبروز الجزائر في المجال الاقتصادي و الصناعي و التكنولوجي…

يتعين الانتباه الى من ينتج الخطابات الرنانة و يسعى جاهدا لبيع الأوهام لشباب الجزائر، و يجب قطع الطريق امام كل من يدفعنا الى الابتعاد عن الاهداف المعلنة للرئيس عبد المجيد تبون في جعل عهدته الثانية اقتصادية بامتياز. 


احمد العلوي

تاريخ Feb 2, 2025