أكّد الوزير الأول، سيفي غريب، خلال إشرافه على افتتاح المنتدى الاقتصادي الجزائري–الفيتنامي رفقة رئيس وزراء جمهورية فيتنام الاشتراكية، فام مينه تشينه، أن الجزائر عازمة على الارتقاء بالتعاون الاقتصادي مع فيتنام إلى مستويات أعلى، من خلال توسيع الشراكات وفتح المجال أمام استثمارات كبيرة في قطاعات استراتيجية، مستفيدة من التحولات العميقة التي يشهدها الاقتصاد الوطني.
وشدّد الوزير الأول على أن العلاقات الثنائية، التي توّجت اليوم بالإعلان عن شراكة استراتيجية بين البلدين، تستند إلى تاريخ مشترك من النضال المشترك ضد الاستعمار، وتعرف ديناميكية متصاعدة بفضل الإرادة السياسية لقائدي البلدين، الرئيس عبد المجيد تبون والرئيس لونغ كونغ.
وأوضح المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي أن حجم المبادلات التجارية، الذي بلغ 369 مليون دولار سنة 2024، “يبقى متواضعاً مقارنة بالإمكانات المتاحة”، داعياً المتعاملين من الجانبين إلى العمل على رفع حجم التبادلات واستغلال الفرص غير المستغلة، خصوصاً في مجالات الفلاحة، والصناعة الغذائية، والصناعات الإلكترونية والصيدلانية، ومواد البناء، والمنتجات المنجمية والأسمدة.
كما أبرز الوزير الأول أن الجزائر أصبحت مستعدة لاحتضان استثمارات أجنبية كبرى بفضل قانون الاستثمار الجديد الذي يوفر مزايا وتحفيزات واسعة، وإنشاء الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، وتحديث الإطار القانوني والمالي، إضافة إلى اعتماد شباك وحيد مخصص للاستثمارات الكبرى والأجنبية.
وأشار في السياق ذاته إلى المشاريع المهيكلة التي تباشرها الجزائر، على غرار الطريق العابر للصحراء، وخط السكك الحديدية بشار–تندوف–غار جبيلات، ومشاريع الفوسفات والمعادن والطاقات المتجددة، مؤكداً أنها ستمنح دفعاً قوياً لجذب الاستثمارات وتعزيز الاندماج الإقليمي، لاسيما نحو السوق الإفريقية.
وختم الوزير الأول كلمته بالتأكيد على أن المنتدى الاقتصادي يشكل فرصة ثمينة لرجال الأعمال من البلدين لبلورة مشاريع عملية “منتجة للثروة وخالقة لمناصب الشغل”، معرباً عن أمله في أن تسفر أشغاله عن نتائج ملموسة ترتقي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بين الجزائر وفيتنام.

