نعم و الجواب المباشر هو افريقيا و الطرد المخزي لفرنسا منها في كل من تشاد قبل يومين و بشكل مفاجئ، و يعتبر هذا البلد قاعدة عسكرية مهمة للجيش الفرنسي و حلقة استخباراتية و لوجستية من الدرجة الاولى. و بعد صفعة التشاد جاءت صفعة السينغال حيث طالب رئيسها السلطات العسكرية الفرنسية باخراج الجنود الفرنسيين المتواجدين فيه. تأتي الانتكاسة الفرنسية (تشاد و سينغال) بعد انتكاسة خسارة القواعد العسكرية في كل من مالي و غينيا و بوركينافاسو. و امام هذه الصدمة المدوية المتعلقة بخسارة كل هذه القواعد في ظرف وجيز في افريقيا، لم تجد السلطة في فرنسا إلا التضليل و الكذب على الرأي العام الفرنسي حتى لا يحاسب ايمانويل ماكرون على إخفاقاته في افريقيا. و من اجل التغطية على الفضيحة في افريقيا، راح الاعلام الفرنسي بأمر من قصر الإليزيه يشهر سيفه على الجزائر في قضية سجن بوعلام صنصال مع العلم ان قضية الكاتب لا علاقة لها بحرية التعبير و حرية الكتابة لان تصريحات صنصال بخصوص التاريخ و الجغرافيا تخضع للقانون الجزائري و يعاقب عليها المشرع الجزائري، لماذا اذن تقوم فرنسا و لا تقعد من اجل صنصال و لماذا تغامر فرنسا بمصالحها مع الجزائر (الغاز نقطة في بحر) من اجل بوعلام صنصال؟ لايمكن فهم الحملة الشرسة التي أمر بها ايمانويل ماكرون شخصيا إلا من خلال قضية انتكاسة فرنسا في افريقيا و تداعيات ذلك على المصالح الاقتصادية و العسكرية الفرنسية. و معلوم ايضا ان خطاب الجزائر في افريقيا هو خطاب رافض للتدخل العسكري الاجنبي و هذا الموقف لا تقبله الدوائر الاستعمارية في باريس. اما بوعلام صنصال فهو مجرد دمية في يد فرنسا وظفته لخدمة مصالحها و إخفاء فشلها و إخفاقاتها المتعددة في افريقيا. و لكن ما هي إلا ايام معدودات و تنتهي هذه الزوبعة الباريسية في كأس ماء و تظهر الحقيقة و يدرك الشارع الفرنسي حجم الكذب و التضليل الذي مارسه إعلامه باستغلاله قضية بوعلام صنصال من اجل إخفاء إخفاقات و فشل ماكرون في افريقيا.
احمد العلوي