يبدو ان هناك من ينزعج و يتضايق كلما ساءت العلاقة بين الجزائر و فرنسا، و يذهب في التعبير عن انزعاجه إلى حد التحامل على دولته و رمز دولته الرئيس عبد المجيد تبون و لا يتردد في المشاركة في الحملات ضد بلده سواء باسمه او باسماء مستعارة و لسان حاله يقول: اما علاقات ممتازة مع فرنسا مهما كان ثمنها اما نقيم الدنيا و لا نقعدها لاننا لا نصبر على فرنسا و لا نتصور ان نعيش دون فرنسا.
و بدل ان نصفق لموقف الدولة الجزائرية التي وقفت ندا للدولة الفرنسية و رفضت الإملاءات و المساومة و برهنت بالحجة الدامغة ان الحق مع الجزائر و بان فرنسا المتصهينة العنصرية ليست مهتمة في واقع الأمر ببناء علاقات طبيعية مع الجزائر تقوم على اساس من الاحترام المتبادل و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
و يعترف كل ملاحظ موضوعي بان الخاسر الأكبر في تدهور هذه العلاقة الثنائية هو فرنسا و بان قطار الجزائر لن يتوقف في محطة باريس بل يستمر في السير نحو محطات اخرى.
ان معظم رجالات السياسة و الدبلوماسية و المخابرات في فرنسا اليوم لم تعد لديهم القدرة، كما كان عليه الحال في وقت سابق، على التأثير على القرار السيادي الجزائري، و فقدان فرنسا لمكانتها المفترضة في الجزائر يدفعها الى ارتكاب الحماقات تلو الأخرى بدل البحث عن بناء علاقات جديدة بعيدة عن منطق الاستعلاء و العنجهية.
و يمكن ان يكون النموذج الإيطالي هو الخيار الأمثل إذا كانت فرنسا تبحث حقا عن حل لازمتها مع الجزائر، إيطاليا تحت راية جورجيا ميلوني Georgia Meloni و هي من اليمين المتطرف نجحت في المحافظة على علاقة ممتازة مع الجزائر و الدليل هو المشاريع و الاستثمارت الضخمة التي دخلت بها إيطاليا السوق الجزائرية و كذلك التنسيق الدبلوماسي في عدة مجالات و كل ذلك في جو من الهدوء و الاحترام والتقدير.
متى ستفهم فرنسا بان بناء علاقة جيدة مع الجزائر يستوجب وجود ارادة صادقة من الطرفين و ليس من طرف واحد، اما عويل المتألمون من توتر العلاقة مع فرنسا فنقول لهم "دزو مع فرنسا".
احمد العلوي