استغلت عدة جهات خارجية الوضع الراهن لتوجيه انتقادات لاذعة للجزائر سواء تعلق الأمر بحديث ماكرون عن مرحلة انتقالية أو خوض البرلمان الأوربي في موضوع حقوق الإنسان، وسط هذه التطورات كانت الجبهة الداخلية حاضرة بقوة ومتناغمة مع المؤسسة العسكرية لا سيما عندما يتعلق الأمر بالمصلحة العليا للوطن.
تسبب موقف الجزائر الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني في إحراج عدة دول عربية سارعت إلى إرضاء اليهود ومقايضة شرف الأمة بمصالح ضيقة، لقد كان صوت الجزائر ضاربا في عمق المجتمع الدولي وكان بمثابة سهم موجع في قلب الكيان الغاصب الذي لا يزال يستغل ضعف العرب وخنوع حكامهم لتمرير سياسته الرامية إلى تفتيت المفتت وتكريس ما ورد في اتفاقية سيسبيكو 2.
وأمام تكالب حلفاء الكيان الصهيوني على الجزائر خاصة مع ما ورد من تصريح للرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون الرامي إلى الزج بالجزائر في مرحلة انتقالية وحديث الاتحاد الأوروبي عن وضعية حقوق الإنسان، فإن مواقف الجزائر الخارجية تحتاج إلى تقوية الجبهة الداخلية، خاصة في الوقت الراهن، حيث أن الجبهة الداخلية ساهمت في تثبيت المواقف الخارجية واستطاعت أن تكون في الوقت ذاته حصنا منيعا لحماية الوطن، توافق بين الشعب الجزائري وسياسة الدولة خاصة عندما يتعلق الأمر بالمصلحة العليا للوطن.
إن تقوية الجبهة الداخلية بمختلف فواعلها لا يكاد ينفصل عن دور الجيش الوطني الشعبي الذي يساهم في حماية البلاد وسط رهانات جيو إستراتيجية معتبرة، المعادلة تبدو معقدة ولكنها في الوقت ذاته بسيطة لأنها ساهمت بطريقة أو بأخرى في خلق ذعر حقيقي ضد أعداء الجزائر..
الرهان الحقيقي قائم اليوم على الوقوف ضد كل دعوات زرع الفتنة داخل الوطن والسعي إلى إخضاعه لمنطق سيسبيكو المدعم من طرف الكيان الصهيوني، إن موقف رفض التطبيع كان موجعا إلى درجة انه شحن كل قوى الشر ضد الجزائر، وعليه فإن صناع القرار مطالبون هذه المرة وأكثر من أي وقت مضى أن يسرعوا ببناء الجزائر الجديدة أو دولة الحق والقانون حتى لا يتركوا ثغرة لأعداء الوطن..رهان البناء سيحدد حاضر وستقبل الجزائر وهامش الخطأ غير مسموح.
حيدر شريف