الحراك الإخباري - النظام المغربي في مأزق ...و العثماني كبش فداء حتى لا "يسقط" الملك بعد التطبيع مع الكيان الصهيوني...
إعلان
إعلان

النظام المغربي في مأزق ...و العثماني كبش فداء حتى لا "يسقط" الملك بعد التطبيع مع الكيان الصهيوني...

منذ 3 سنوات|الأخبار

هناك محاولة سياسية إعلامية لإدانة العثماني بدل الملك محمد السادس..ومن المتوقع أن يقال رئيس حكومة المغرب العثماني من باب امتصاص غضب الجمهور المغربي بعد التطبيع مع إسرائيل..فهل تحول العثماني إلى كبش فداء لإرضاء الرأي العام المغربي بعد فضيحة نظام المخزن وخنوعه لأعداء الأمة؟

لم تكن واقعة تطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني لتمر بسلام في بلد كل شعبه مسلم ويساند القضية الفلسطينية بطريقة غير مشروطة، مرة أخرى تؤكد الانتفاضات الشعبية التي انطلقت ضد الملك محمد السادس عدم وجود أي تطابق بين الحكام المطبعين مع اليهود وبين شعوبهم العربية الإسلامية، نظام المخزن يجد نفسه اليوم في مأزق حقيقي وتبادل التهم لمواجهة الرأي العام أصبح في الواجهة.
وقد وصفت إحدى المقالات الصادرة ما حدث للعثماني بأنها "ضربة معلم" قام به القصر الملكي، حيث حمْل رئيس الوزراء المغربي، سعد الدين العثماني، على التوقيع شخصياً على اتفاق التطبيع مع إسرائيل بوساطة أميركية منحازة للدولة العبرية، أوجه هذا متعدّدة: أولها أن العثماني، وقبل أن يكون وزيراً ثمَّ رئيساً للوزراء، شخصية قيادية حركية إسلامية مغربية معروفة، وهو مفكر عميق وصاحب جهود كبيرة في العقود الماضية في خدمة القضية الفلسطينية في المغرب.
وثانيها، وفق نفس المقال أن العثماني ينتمي لحزب بخلفية إسلامية، هو "العدالة والتنمية"، وصل إلى الحكم محمولاً على أجنحة ثورات "الربيع العربي"، بمعنى أنه جسّد يوماً آمال الشعوب العربية وطموحاتها في تغيير ديمقراطي حقيقي، ينهي حقباً من الفساد والقمع. وثالثها، أن البروتوكول لم يكن يتطلّب أن يكون شخص رئيس الوزراء هو الطرف الموقّع نيابة عن المغرب مقابل جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي، ومائير بن شبات، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي. لا هذا ولا ذاك نظيران بروتوكولياً لرئيس وزراء منتخب. أضف إلى ذلك أن ملف السياسة الخارجية ليس في يد الحكومة أصلاً، وكان العثماني نفسه أقصي من موقع وزير الخارجية عام 2013 بضغط مباشر من القصر.
محاولات لتصوير العثماني الذي طالما ندد بالتطبيع ورفضه خلال مشواره السياسي، بأنه يكون اليوم قد خسر كثيراً من رمزيته وتاريخه ونضاله وكان لافتاً حجم التهم إليه بالخيانة، كلها محاولات ومشاهد لتجعل منه كبش فداء وتظهر صورة نظيفة عن مل المغرب الذي كان قد منح ولائه اللامشروط للكيان الصهيوني وكرس وجود لوبي يهودي يقود المغرب، ناهيك عن المساومات التي تفضل بها في إطار حربه مع الشعب الصحراوي، حرب طاحنة تتواصل وسط انتفاضة شعبية يقودها المغاربة الذين أحسوا بالإهانة، تبقى حدودها غير معروفة وعواقبها وخيمة على نظام سياسي عربي عميل.

حيدر شريف

تاريخ Dec 25, 2020