الحراك الإخباري - من عبد الحميد مهري و الشيخ بوعمران إلى خليدة تومي و بن دودة ... وزارة الثقافة إنتاج النخبة و إنتاج الفساد
إعلان
إعلان

من عبد الحميد مهري و الشيخ بوعمران إلى خليدة تومي و بن دودة ... وزارة الثقافة إنتاج النخبة و إنتاج الفساد

منذ 3 سنوات|الأخبار


طالما ارتبطت وزارة الثقافة في الجزائر بقطاعات أخرى منذ الاستقلال مثل الإرشاد القومي والسياحة و الاتصال. و لم يصبح لهذه الوزارة حقيبة مستقلة إلا بقدوم عبد العزيز بوتفليقة الذي جعلها حقيبة مستقلة. و عين على رأسها خليدة تومي التي كانت أطول الوزراء استوزرا ببقائها مدة 17 سنة على رأس القطاع منذ 2003 إلى غاية 2014
منذ عام 1970 مر21 وزيرا على رأس الثقافة إذا احتسبنا حسن رابحي الذي أدى فترة انتقالية قصيرة عند إقالة مرداسي.
اغلب الأسماء التي مرت على وزارة الثقافة منذ السبعينات كانت أسماء ثقيلة ووازنة و لها مكانتها في الساحة السياسية والفكرية بداية من احمد طالب الإبراهيمي و عبد المجيد مزيان و أبو عمران الشيخ و عبد العزيز رحابي محي الدين عميمور الشيخ شيبان، وسليمان الشيخ و العربي دماغ العتروس و كان لأغلب هذه الأسماء مؤلفات وكتب و مواقف ساهمت في إظهار و إشعاع الثقافية الجزائرية خارج الحدود خاصة في عهد الوزراء الذين مروا مع الراحل هواري بومدين، و هي الفترة التي برز فيها دور الجزائر إقليميا وعربيا. وقد استضافت الجزائر خلال هذه الفترة عديد المهرجانات على غرار المهرجان الثقافي الإفريقي الأول و حصلت على السعفة الذهبية في مهرجان كان و الأوسكار عن فيلم "زاد" في إطار إنتاج مشترك. إضافة إلى البعثات الجزائرية شرقا و غربا.
في تلك الفترة التي اتسمت بالصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي كانت الثقافة واجهة الحضور و الإعلان عن المواقف.
برزت النقاش حول وزارة في عهد خليدة تومي التي نجحت كمناضلة في كسب معركة رفع ميزانية الوزارة قليلا، خاصة و أن عهدها تميز بالبحبوحة المالية الناتجة عن ارتفاع أسعار البترول وبنظرة بوتفليقة الذي عمل على التسويق لصورة الجزائر في الخارج بعد الإرهاب باستعمال الثقافة و إعطاء
انطباع أن الجزائر تتعافي و تخرج من عزلتها
 و تزامن هذا أيضا هذا استقبال الجزائر و احتضناها لعدد من المهرجانات و التظاهرات الثقافية مثل سنة الجزائر في فرنسا و عواصم الثقافية العربية و الإسلامية و المهرجان الثقافي الأفريقي في طبعته الثانية و خمسينية الاستقلال و ما رافق ذلك من تخصيص اعتمادات مالية معتبرة للقطاع.
 الرفع من ميزانية الثقافية و الترويج للنشاطات الثقافية لم يخلف فعلا ثقافيا محترما و لم يؤسس لنخبة مثقفة و لم يبني مؤسسات جديدة بل انتهت عهدة خليدة إلى تفجير ملفات الفساد في القطاع مثلما انتهي بها المطاف في السجن.
انتهت تجربة خليدة تومي على رأس القطاع إلى قناعة أن المال ليس مشكلة الثقافة كما كان يعتقد البعض فالبحبوحة لم تؤسس لفعل ثقافي محترم و دائم.
  بعد خليدة تومي لم تكن فترة عز الدين ميهوبي بأفضل منها رغم انه مثقف و صاحب مؤلفات كما لم يكن الثلاثي النسوي الذي خلفه من لعبيدي إلى مرداسي و بن دودة بأفضل منه .
كانت الفضائح المتكررة في قطاع الثقافة على غرار باقي قطاعات الدولة سببا في الاقتراحات التي رفعها البعض من أجل حل وزارة الثقافة و التأسيس لمجلس مهنية على غرار بعض دول العالم مثل كندا بريطانيا و أمريكا، حيث تشرف المجالس المهنية والمؤسسات الكبرى على تسير شؤون الإنتاج الثقافي.
و كان عدد من النشطاء من أساتذة ناشرين كتاب و مختصين في المناجمتن الثقافي ارجعوا التخبط الذي تعرفه الوزارة التي لم يفلح في تسيرها لا المثقف و لا الإداري لا صاحب المال و لا الكاتب مرده غياب سياسية ثقافية واضحة للقطاع مبنية على أساس واضحة و قوانين من شانها أن تجعل القطاع الثقافي قطاعا منتجا.

واضح العلوي

تاريخ Dec 23, 2020