الحراك الإخباري - فيما يقضيها أغلبهم في اللعب والترفيه: حلقات حفظ القرآن مقصد التلاميذ خلال العطلة
إعلان
إعلان

فيما يقضيها أغلبهم في اللعب والترفيه: حلقات حفظ القرآن مقصد التلاميذ خلال العطلة

منذ 4 سنوات|دين


في الوقت الذي يقضي فيه العديد من التلاميذ عطلتهم الشتوية في اللعب، بالموازاة مع اضطلاعهم بأنشطة رياضية أو دروس تدعيميّة، يواظب الكثير منهم على حضور حلقات تدريس الفقه وتحفيظ القرآن الكريم وتدبّر معانيه في جو من الهدوء التام والخشوع، على مستوى المدارس القرآنية التابعة للمساجد.
يشرف على هذه الحلقات مرشدون مؤهلون ومتطوعون، حافظون ومتقنون، تعوّل عليهم العائلات كثيرا لتلقين أبنائها العلوم الشرعية " التي تعينهم في حياتهم اليومية وحتى في دراستهم خاصة ما تعلّق بمادتي اللغة العربية من ناحية النحو والصّرف، والتربية الإسلامية بمساعدتهم على حفظ السور القرآنية خاصة وان المقرر الدراسي يحوي سور ذات آيات طويلة"، تقول سيّدة رافقت ابنها إلى حلقة الحفظ بمسجد العربي تبسّي ببلوزداد بالعاصمة.
ارتفاع محسوس في عدد المسجّلين بالمدارس القرآنية خلال هذه العطلة، أكده عدد من القائمين عليها في حديثهم لـ "الحراك الإخباري"، حيث أكد " عبد الحكيم" معلّم قرآن بالمسجد، بأنّ " العشرات من التلاميذ تتراوح أعمارهم بين 5 إلى ما فوق، بينهم مقبلون على اجتياز شهادات التعليم الابتدائي والمتوسط والبكالوريا، يزاولون، بعد صلاة المغرب، حلقات تحفيظ القرآن الكريم، تعليم الترتيل الصحيح ومخارج الحروف، إلى جانب الأحاديث النبوية والمتون ودروس في الفقه والتفسير وأصول الدين".
معلم القرآن كشف عن الازدياد الملحوظ لأعداد المقبلين على حلقاته بالمسجد، المنظمة أيام الخميس، الجمعة والسّبت بعد صلاة المغرب، وأرجع ذلك إلى كون " رسالة المسجد هادفة، والأولياء يحرصون مع نهاية كل موسم دراسي، على تواجد أبنائهم خاصة المراهقين منهم في المسجد عوضا عن الشارع الذي يهدّم ولا يبني، وذلك رغبة في إعداد أفضل لأبنائهم بغرس القيم الوسطية الصحيحة في نفوسهم منذ الصغر".
" محمد" 10 سنوات، يقبل على حفظ القرآن الكريم بمسجد العربي تبسي بالعاصمة، أكد في حديثه لـ " الحراك الاخباري" بأنّ " والدي من وجّهني إلى حلقة حفظ القرآن الكريم خلال العطلة المدرسية، رغبة في تحصيلي لجانب من العلوم الشرعية، كوني لا أحفظ في المدرسة سوى أسهل السور، كما يتعذّر علي الالتحاق بها أثناء الموسم الدراسي الرسمي"، ومن جهته كشف والد محمد بأن " نتائج ابني الدراسية تحسّنت بشكل ملحوظ منذ مزاولته حفظ القرآن الكريم بالمدرسة القرآنية، خاصة فيما يتعلق بتوسيع مداركه التعليمية وبقواعد اللغة العربية".
وبالمدرسة القرآنية التابعة لمسجد "نادي الإصلاح" ببلدية محمد بلوزداد، يزاول عدد من التلاميذ حفظ القرآن الكريم، عملا بالآية الكريمة " إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشّر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أنّ لهم أجرا كبيرا"، التي دوّنتها المدرسة عند مدخلها، إلى جانب ما رواه البخاري في الحديث الصحيح عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه".
يذكر بأن " مدرسة الإصلاح للقرآن الكريم" قد صنعت الاستثناء بفتح أبوابها أيضا للتلاميذ الذين لفظتهم المدارس، ويتعلق الأمر بغير المتمدرسين البالغة أعمارهم بين 16 و17 سنة، الراغبين في حفظ كتاب الله تعالى وطلب العلم الشرعي، وذلك بصفة يومية من الساعة الثامنة صباحا إلى الخامسة مساء، لمدّة سنتين سيتمكن خلالها المراهق من حفظ كتاب الله رسما وتلاوة، إجازة في أحكام التجويد، إلى جانب التزوّد من العلوم الشرعية اللازمة والتي تشمل التفسير، الحديث، الفقه والعقيدة.

سمية.م

تاريخ Dec 27, 2019