الحراك الإخباري - هل تتجرأ إسرائيل على اقتراف ما لا يُغتفر؟ ربّما... وللأسف، ليس هذا ببعيد.
إعلان
إعلان

هل تتجرأ إسرائيل على اقتراف ما لا يُغتفر؟ ربّما... وللأسف، ليس هذا ببعيد.

منذ 11 ساعة|الأخبار


من باريس: سهيلة باتو 

صحفية و سينمائية 


نكتب كثيرًا، لكن تأتي لحظات لا تكفي فيها الحروف، لانه لا بدّ من أن نغادر الشاطئ، نخلع أزياء الأدوار، ونلبس جسدًا حاضرًا، نابضًا، يتقدّم.

في عرض البحر، على سطح مادلين،

سفينة محمّلة بالقمح والدواء والكرامة،

رجل يقول دون أن يصرخ:

"بطلي في Game of Thrones ليس ملكًا ولا فارسًا…إنه ذاك الرجل الذي أبحر بسفينة محمّلة بالمؤن ليُطعم من حاصرتهم المجاعة. اليوم، أنا هو، على متن المادلين."

ذاك الرجل الذي نسيته الأساطير

هو سير دافوس سيوورث، المهرب النبيل، ذاك الذي آثر الخير على المجد، والوفاء على السيف، ذاك الذي لا يملك إلا مركبًا وقلبًا لا يخون.

واليوم، يتقمّصه جسدٌ حيّ،

ليس على شاشة، بل في الحياة.

إنه ليام كننغهام، الذي ما عاد يمثل... بل اختار ان يلعب دورا على متن سفينة المادلين. انتهى التمثيل و حلت محله الحقيقة. 

يختار أن يكون هناك في غزة حيث الحاجة والخذلان، حيث الأطفال بلا خبز، وحيث المدن بلا ضوء، وحيث العالم يشاهد بصمت.

تغرق العواصم في الحساب،

تجفّ الكلمات في بيانات رسمية،

وتتهاوى القيم تحت ركام اللامبالاة،

لكن ثمة سفينة تبحر، وثمة أمل لا يزال يرفع شراعه.

فبعض الصمت خيانة، وبعض البقاء جُبن، وبعض الفن لا يُشفى إلا بالفعل.

نعم...

حين تصير السينما حياة، و لا تعود خيالًا.وحين يستيقظ فينا بطلٌ منسي،

نعلم أن شيئًا من النور بدأ يشقّ العتمة.

في الثاني من يونيو،

احتفل ليام كننغهام بعيد ميلاده الرابع والستين، ليس على سجّادة حمراء،

بل على سطح سفينة متجهة نحو غزة.

لم يكن عيد ميلاد... بل موقفًا،

لم تكن شموعًا... بل التزامًا. أن تعطي للعمر طعم و معنى، وأن تجعل من الحياة طريقًا نحو الآخر.

تاريخ Jun 8, 2025