ظن البعض بان ادخال ابرز وجوه العصابة إلى السجن سيحل مشكلة الفساد في الجزائر، و قد تبين بعد حوالي ستة سنوات من انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون بان ذيول العصابة اخطر من العصابة ذاتها و بان معركة الحرب ضد الفساد هي معركة طويلة الأمد تحتاج الى ارادة سياسية قوية و عدالة محترفة و أسلاك امنية في مستوى التحدي. و فوق ذلك كله تحتاج هذه المعركة إلى رأي عام واعي يدعم بذكاء الحرب ضد الفساد و لن يكون ذلك إلا باعلام وطني محترف يعمل على تسليط الضوء على "الخفافيش" التي تنخر جسم الدولة و تضرب مصداقيتها، و إلا كيف نفسر استمرار الفساد و الرشوة في قطاعات كثيرة رغم تدني مستوياتها بالمقارنة مع وقت سابق.
ليس من السهل ان تنتصر على اذيال العصابة المتخندقة داخل اجهزة الدولة، ان كشف "خائن الدار" هو الحلقة الأخطر في هذه المعركة الوجودية التي لا تحتمل أنصاف الحلول بل تحتاج الى ارادة فولاذية متجددة تهدف الى تطهير البلد من الفساد، و على الرغم من توفر هذه الارادة إلا ان المعركة لم تحسم بعد و لا يزال الأذيال يحركون اشباه المؤثرين و يمولون الحملات الإعلامية الواحدة تلو الأخرى لضرب ثقة المواطن في دولته.
و قد شاهد المواطن الجزائري هذه الحملات في الستة أشهر الأخيرة بداية من "اين تبون" وصولا إلى "انتصار المغرب في قضية الصحراء الغربية" و غيرهما من الحملات القوية التي خاضتها اذيال العصابة ضد الدولة من اجل ادخال البلد في الفوضى و العودة به الى "الانتقالية" و "التدخل الاجنبي من اجل الدفاع عن الديمقراطية و حرية التعبير".
لا بد من ان يفهم الجمهور بان الامن و الاستقرار هما الشرطان الرئيسيان لأية نهضة، و لا بد ان يفهم ايضا بان الحرب على الفساد شرط ثالث لتنمية اقتصادية و اجتماعية حقيقية و لا بد ان يفهم الجمهور ايضا بان كشف خائن الدار كائنا من يكون هي ام المعارك.
احمد العلوي

