الحراك الإخباري - هل تعرف: "التاريخ السري للحرب السيبرانية"؟
إعلان
إعلان

هل تعرف: "التاريخ السري للحرب السيبرانية"؟

منذ 4 سنوات|قراءة في كتاب

ما هي السيبرانية؟ وما دورها في صناعة القرار أي ربط الأنظمة الأوتوماتيكية والنظم السيبرانية المركزية؟!

اليوم العالم يتطور سريعا والأمن السيبراني هو مجموعة من التقنيات التنظيمية والإدارية لمنع الاستخدام غير المصرح به وسوء استغلال واستعادة المعلومات الإلكترونية ونظم الاتصالات والمعلومات التي تحتويها بهدف ضمان توافر واستمرارية عمل نظم المعلومات وتعزيز حماية وسرية وخصوصية البيانات الشخصية واتخاذ جميع التدابير لحماية المواطنين والمستهلكين من المخاطر في الفضاء السيبراني!

فالأمن السيبراني اليوم هو سلاح استراتيجي في يد الحكومات والأفراد، ولاسيما أن الحرب السيبرانية أصبحت جزءا لا يتجزأ من التكتيكات الحديثة للحروب والهجمات الالكترونية بين الدول!

للإجابة على كل تلك التساؤلات، صدر مؤخرا ضمن سلسلة (عالم المعرفة) في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت ترجمة كتاب (المنطقة المعتمة: التاريخ السري للحرب السيبرانية)، للكاتب والصحفي الأميركي فريد كابلان، نقله للعربية لؤي عبد المجيد.

يقول الكتاب إنه "مع هيمنة الهجمات السيبرانية على أخبار الصفحات الأولى وانضمام الحاسوب إلى قائمة التهديدات العالمية، وتحذير كبار الجنرالات من الحرب السيبرانية المقبلة، يقدم الكاتب الصحفى فرد كابلان – الحائز على جائزة "بوليتزر" في كتابة المنطقة المعتمة.. التاريخ السري للحرب السيبرانية" تاريخا تنويريا مناسبا.

يسبر كابلان الأروقة الداخلية لوكالة الأمن القومي، والوحدات فائقة السرية فى وزارة الدفاع الأميريكية (البنتاجون) وفرق وسائل حرب المعلومات فى الأفرع العسكرية والمساجلات السياسية فى البيت الأبيض، من أجل سرد هذه القصة – التي لم تذكر من قبل- عن الضباط والمسئولين والعلماء والجواسيس الذين استنبطوا هذا النمط الجديد من الحرب، والذين كانوا يخططون لهذه الحروب طوال عقود، وفى كثير من الأحيان كان الناس يعرفون أن هؤلاء هم الذين يشنونها.

إنها قصة تمتد نصف قرن من اختراع الإنترنت، حينما حذر أحد رواد مجال الحاسبات من أن شبكات المعلومات تخلق نقاط ضعف وثغرات أمنية للجيش والمجتمع.

ومنذ التوجيه الرئاسي الذي لا يعرفه سوى القليل، والذي وقعه الرئيس رونالد ريجان، التوجيه الذي أطلق العنان لمعركة ما زالت قائمة بين الأمن والخصوصية، إلى الرشقات الافتتاحية في حرب الخليج في العالم 1991 إذ أدت السيبرانية دورا لم يعلن عنه من قبل، إلى الأبعاد السيبرانية للصراعات في هاييتى وصربيا وسوريا وجمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق والعراق وإيران ويروى كتاب "المنطقة المعتمة" تفاصيل مذهلة عن ماض غير معروف يشع على مستقبلنا ضوءا مثيرا للقلق.

تقدم قراءة الكتاب نظرة واسعة لهذا العالم الخفي والمعارك التي تدور في الولايات المتحدة من أجل تطوير النظام الرقمي العالمي وأيضاً من أجل حمايته، واللاعبون حوله من جماعات التدخل غير البريء (الهاكرز) وعصابات السرقة ومافيا المال وجماعات المصالح والدول كثيرة ومتعاظمة، أصبحت الحرب بالأرقام حرباً حقيقية لم يعد النصر من نصيب من لديه ذخيرة أكثر، بل من يُسيطر على المعلومات.
يغوص الكاتب في تجربة الولايات المتحدة، وهي ربما التجربة الأعرض، ويشرح بالوثائق الصراع بين المدرسة القديمة في التفكير والمدرسة الحديثة في أوساط متخذي القرار الأميركي، وكأن متخذ القرار يحتاج إلى أزمة كبرى كي يسمح بتطوير تلك الأنظمة، مثل هجمة سبتمبر 2001 أو تفجير أوكلاهوما أبريل (نيسان) 1995.

يقول الكتاب إنه لا بوش الأب ولا وزير دفاعه دك تشيني قد تعاملا في حياتهما مع كومبيوتر! لم تعد عملية سرقة بنك تحتاج إلى حفر تحت الأرض أو أسلحة وأقنعة وسيارات سريعة كما شاهدت أجيال تلك العمليات في السينما، فقط يحتاج السارق إلى كومبيوتر صغير ولوحة مفاتيح، فأي متخصص (هاكر) في أي مكان في العالم يمكنه أن يدخل على أي نظام مالي أو تشغيلي (محطات كهرباء، محطات نووية، معلومات موظفين، أسرارهم المالية والصحية) أي شيء يدار بأجهزة رقمية يمكن للمتدخل (شخصاً أو دولة) أن يسرق أو يعبث أو يدخل معلومات خاطئة وبالتالي فقد يحمل هذا دولاً على اتخاذ قرارات سريعة وخاطئة مبنية على معلومات مدسوسة في النظام. يروي الكتاب الصراع الطويل والمنهك بين مؤسسات الولايات المتحدة الرسمية والعسكرية والأمنية لملاحقة تلك التطورات والقادمة أساساً من الشركات الخاصة، أو من هواة يطورون أنظمة قابلة للبيع باستخدام أصول متواضعة، كأن يعملوا من مكتب صغير أو مرآب سيارة في البيت.

خلاصة الكتاب أنه لا يمكن لأحد أن يدعي اليوم أن هناك أسراراً لا تعرف، يكفي أن تحمل تليفوناً ذكياً حتى تحصى عليك أنفاسك، أين كنت ومع من وماذا قلت! حتى لو فعلت تطبيق الأمان، لا أمان بعد اليوم، والدول تملك ما لا نعرفه بعد، أصبحت الحرب السيبرانية والتضليل الإعلامي صنوان!

تاريخ Jul 25, 2019