الحراك الإخباري - لماذا الحراك الإخباري؟
إعلان
إعلان

لماذا الحراك الإخباري؟

منذ شهرين|رأي من الحراك


ككل الأصوات المزعجة، المنابر الملتزمة والمستقلة، التي تؤمن بحق المتلقي في إعلام كامل وموضوعي، خال من الدعاية، غير ناقص في المهنية، ولا منتهي الصلاحية الأخلاقية، لا يخدم أجندات أجنبية أو أغراض تحاك في الغرف المظلمة أو أقبية الخيانة الوطنية، كان استهداف الحراك الإخبباري ممكنا لا بل ومتوقعا في أي لحظة.

لسنا أول موقع الكتروني يتعرض لهجوم سيبراني ولكننا حلقة جديدة في سلسلة من الاعتداءات التي تهدف إلى تكميم الأفواه وإسكات الأقلام وجعلنا قطيعا واحدا لا يؤمن بالاختلاف، وليس له الحق حتى في النقاش أو تبني الأفكار أو الأراء المختلفة عن القوالب التي تصنعها الأجهزة السرية والتي تراعي دائما أن يكون الصوت واحدا ولو نشاز والجوقة موحدة ولو لم تكن تحسن العزف ومحرك الدمى واحدا ولو كان لا يجيد اللعب. في الجزائر لسنا المغرب.

 لقد أصبحت وطنيتنا المفرطة مصدرا للإزعاج ومهنيتنا العالية مدعاة للسخط، وتغطيتنا الاحترافية للمشهد المغربي المتهالك سببا لهجوم صبياني يقوده فاشيون خلف الشاشات ومجرمون من خلال النقرات والهدف طبعا "لا تتحدثوا عنا".

لكننا سنتحدث وسنبقى كذلك، نغطي الشأن المغربي، والأحداث في الشرق الأوسط وعموم إفريقيا. وأخبار فرنسا وأوروبا والعالم. كما نغطي الشأن الداخلي، بأخلاقنا التي تعتبر نبراس عملنا وبإرثنا الذي نحاول أن نبنيه في عالم الصحافة التي بدأت تفقد بريقها وتختفي معاييرها والسبب تغول الضابط على الصحفي واغتيال الخوف للقلم الحر مثلما حدث مع "الريسوني" و"بوعشرين" و"الراضي" و"منجب" و"بن زيان" وآخرون.

سنبقى نقوم بذلك، لأننا نعيش في بلد حر، تعتبر فيه قيمة الحرية تاجا على الرؤوس لا يقايضه الجزائريون بالخوف ولا بالركوع ولا بالعودة إلى أزمنة العبودية كما يحدث عندكم. 

سنبقى نقوم بذلك، لأننا نعيش في بلد حقيقي، وليس في حلم وهمي تصنعه المخابرات، ولا في واقع مزيف مليء بالكذب والبروباغندا التي تتحدث عن أنفاق نحو المجهول وعن أنابيب دون بترول وعن طرقات على الرمال وعن أوطان بالألوان أو خيوط التطريز. (أضغاث أحلام)

سنبقى نقوم بذلك، لأن محركنا هو ضميرنا، رؤيتنا لبلادنا في المستقبل، إيماننا بمشروعنا وحقنا في الدفاع عن مصالحنا وليست الدراهم المعدودة عبر الوفا ولا الرحلات إلى ساحة الفنا ولا أشياء أخرى يعرفها جيراننا ويمارسونها يوميا حتى أصبحوا "اللص الالكتروني" و"الراشي الأوروبي" و"الديلر الإفريقي" وفوق ذلك ما لا يسمح به ضمير النشر الجزائري من الوضاعة والدناءة التي جعلت البلد الذي يقدم نفسه "مهد الثقافات" "مرتع النجاسات".

في الحراك الإخباري حين اجتمعنا اليوم بعد حادثة ليلة الاثنين، جددنا العهد كما في 2019 بأن يبقى الخبر مقدسا، لا مزايدة ولا نقصان، ولا حياد ولا انحياز، بأن يكون الرأي محترما ومتاحا دائما، دون خوف أو نكران، ودون تشهير أو ابتزاز. جددنا العهد مع الجيل الجديد من الأقلام النيرة التي لا تزايد على الوطن ولا تنقص من قيمته ولن تنحاز إلا لمصلحته فلا حياد في زمن الخيانة ولكننا مع ذلك مساحة واسعة للاختلاف وأرض طيبة ينمو فيها الزهر وإن حاولت الأشواك تطويقها أو خنقها.

الشعب الجزائري حر ومصر على البقاء حرا. ونحن في الحراك الإخباري كذلك، صوت الشعب وضمير الأمة ووجه الجزائر الجديدة وعنوانها الأبرز.


لطفي فراج

تاريخ Jul 1, 2024