الحراك الإخباري - حظر تجوال في "باليسطرو" بسبب درجة حرارة بلغت 50
إعلان
إعلان

حظر تجوال في "باليسطرو" بسبب درجة حرارة بلغت 50

منذ 4 سنوات|روبرتاج

رغم الغابات التي تكسو الجبال المحيطة بمدينة الأخضرية، الواقعة غرب ولاية البويرة الداخلية، إلا أن الحرارة فيها تجاوزت مستويات قياسية يوم السبت.. حيث بلغت 50 درجة مئوية عند منتصف النهار، مما فرض حظر التجوال في الشوارع.
ولعل ما زاد من ارتفاع درجات الحرارة، موقع أسفل الجبال المحيطة بها، فهي مدينة منخفضة وسط سلسلة جبلية تحاصرها من كل الجهات، مما يزيد من إرتفاع الضغط الهوائي، وعدم وصول التيارات الهوائية الباردة إليها.
وفي هذه الأجواء الحارة، سجل إقبال كبير للسكان على اقتناء العصائر والمشروبات الباردة بمختلف أنواعها، والمثلجات.

يقول "يوسف.ر" تاجر مواد غذائية قرب محطة الحافلات المركزية بوسط الأخضربة، أن "المشروبات بمختلف أنواعها عرفت نسبة مبيعات قياسية،
كما لا يسمع المتجول في الخلرج إلا صوت محركات المكيفات الهوائية التي لا تتوقف، مما يتسبب في انقطاع الكهرباء عبر بعض الأحياء، خاصة عند بلوغ ساعات الذروة".
وأمام الإرتفاع الكبير لدرجات الحرارة، يعمد الأهالي إلى منع أطفالهم من الخروج إلى الشارع خوفا عليهم من ضربات الشمس، فيما تعتكف العائلات في منازلها، هروبات من لسعات الحرارة الحارقة، فلا يخرجون إلا لقضاء مصالح ضرورية.

وحسب الحاج "عيسى. ن" الذي وجدناه ينتظر حافلة النقل في محطة الحافلات عند المستشفى، للتوجه إلى حزامة أين يقطن فإن "السكان هنا يقتنون الحاجيات المنزلية مبكرا، وبعد الساعة العاشرة ينسحب الجميع، ليسُود الهدوء في الشوارع، إلى غاية الفترة المسائية".
ولفت المواطنون انتباهنا إلى أنه "منذ تدشين سد كدية أكردون ببلدية معالة جنوب المدينة، الذي يزود العديد من المناطق بالماء الصالح للشرب،
أصبح مناخ المنطقة مشبعا بالرطوبة".
ويفضل العديد من شباب هنا، النزوح إلى شواطى بومرداس وزموري وكاب جنات وصولا إلى غاية شواطئ دلس، هروبا من جحيم الهواء الساخن الذي يلفح جلودهم، فتجدهم يستأجرون مركبات جماعية، نحو الشواطئ، وهو ما دفع أغلب الناقلين الخواص إلى تحويل نشاطهم من النقل بين الأحياء إلى تنظيم رحلات جماعية نحو الشواطئ لجني المال أكثر.

يقول "رياض.ف" صاحب مركبة للنقل الخاص على الخط الرابط بين حزامة ومحطة السبيطار بوسط المدينة "يكثر طلب العائلات والشباب على مركبات النقل الجماعي في هذه الفترة، سواء من أجل الأعراس أو من أجل الذهاب للشواطئ، مقابل مبلغ مالي جزافي، وذلك مدر للأرباح بالنسبة لنا كناقلين لذلك نفضل النقل الجماعي للشباب إلى الشواطئ، بدلا من قضاء اليوم ذهابا وإيابا على نفس الخط، لا يمكننا من جني نصف ما نربحه من رحلة واحدة إلى الشاطئ".

ولمن لا يعرف الأخضرية، فهي مدينة حدودية مع ولاية بومرداس، تقع على بعد 75 كلم شرق الجزائر العاصمة، و45 كلم غرب مدينة البويرة، وهي تتوسط جبال بوزقزة ومعالة غربا والزبربر جنوبا، وبومرداس شمالا، يخترق جبالها الصخرية، والمعروفة بما يسمى فج الأخضرية على مستوى ليغورج وادي يسر الذي يمتد على مسافة تقارب سبعة كيلومترات بمحاذاة الطريق الوطني رقم 05.
وتضم دائرة الأخضرية سبعة بلديات، قرومة، معالة، بودربالة، الزبربر، بوكرام ووسط مدينة الأخضرية، التي تنقسم إلى عدة أحياء عريقة تحمل تسميات تاريخية، يعود بعضها إلى فترة الإستعمار، كحي القوير، وساريج بيكير، لاكابير، حمانة، تيزي البير، سولافة، ديبوشي، الكريشيش، لاسيتي زيزي، اولاد المهدي، الليسي، تلالجير، طريق الحمام، لاغار، بلاعزم، حزامة، وحي قندهار الجديد.
وكانت مدينة الأخضرية عبارة عن مستوطنة كولونيالية يطلق عليها "باليسطرو"، خلال فترة الإستعمار، تحيط بها أرياف ومداشر جبلية، ذاق سكانها كل أنواع الإضطهاد و البؤس والفقر، بسبب سياسة الأرض المحروقة، التي انتهجها المستعمر الفرنسي أنذاك، وبعد الاستقلال، أعيد تسمية المدينة من "Palestro " إلى الأخضرية، تخليدا لأحد أبطال الثورة التحريرية، رابح مقراني المدعو "سي لخضر".

جميلة بلقاسم

تاريخ Jul 6, 2019