الحراك الإخباري - هذا ما يهديه الجزائري لزوجته في عيد ميلادها
إعلان
إعلان

هذا ما يهديه الجزائري لزوجته في عيد ميلادها

منذ 4 سنوات|روبرتاج


ماذا سيهدي لي زوجي في عيد ميلادي ولم يتبق منه سوى أياما معدودات، هل سيتعلق الأمر بهدية تليق بالمقام تسعدني لليال طوال، أم أنها رخيصة الثمن تضاعف من أوجاعي؟ وهل سيتذكره أصلا؟، هواجس تلاحق الزوجات شهرا قبل حلول ذكرى مولدهنّ، يسترجعن خلاله شريط جميع الهدايا التي قدّمنها لأزواجهن، يراقبن خطواتهم بعناية فائقة خلال الفترة، ويسطّرن حتى الطريقة التي تليق بـ" رد الصاع صاعين" في حال نسيوا أو تناسوا، أو تذكّروا واهتمّوا.
يتوجّسن خيفة من عدم تذكّر أزواجهنّ للموعد الفاصل في علاقاتهم، ومربط الفرس طريقة احتفالهم به ونوع الهدية المفاجأة التي ستمر على " جهاز السكانير" لتفحّصها مباشرة عقب تسلّمها، بينما يخضع مكان تقديمها وحتى طريقة تغليفها لتقييم شامل، " الحراك الإخباري"اقتحم العالم السري لهدايا الرجال، وتوجّه بسؤال للزوجات" ماذا يهدي لك رفيق العمر في عيد ميلادك؟"، ووقف على ما يحدثه الجزائري من "غصّة أو فرحة" في قلب زوجته يوم مولدها.

قيمة الهدية في معناها، 

تقول السيدة "فتيحة" معلمة بابتدائية بالعاصمة، وبعد أن أطلقت قهقهة سمعها من كانوا حولنا، أسرّت إلينا بأن زوجها " البخيل لا يكلّف نفسه عناء اقتناء هديّة ثمينة "، بل إنّه " يحرص على إهدائي وردتين خلال العام، واحدة في عيد زواجنا والأخرى في ذكرى ميلادي"، قبل أن تستدرك وتضيف " ولكن ما يجعل منها ثمينة حرصه على اختيارها حمراء لما للّون من تأثير لا يقاوم على نفسيتي ومزاجي"، وبقلب المرأة المحبة لكل ما هو جميل أسرّت إلينا " فتيحة" بقولها " مازال الخير للقدام، ولما لا سيهديني زوجي يوما ما طقما ذهبيا أو يأخذني في رحلة إلى تركيا مثلا"

زوجي انهال عليّا ضربا ثم أهداني عطرا 


اقتناء قارورة عطر يضاعف هرمون السعادة عند " لامية" ماكثة في البيت، حسبما أكدت في حديثها لـ " الحراك الإخباري"، مضيفة بأنّ "هذا النوع من الهدايا جلّ ما قدّمه لي زوجي في عيد ميلادي بعد أن لاحظته يفتّش أدواتي الشخصية في حقيبتي لمعرفة ما أحبه من عطر، مع حرصه على اصطحابي لتناول العشاء في إحدى مطاعم العاصمة، تعبيرا عن مشاعر الحب والود بيننا"، وفيما إذا كانت الهدية تروقها كشفت المتحدثة بأن " راتب زوجي لا يسمح له باقتناء هدية فاخرة ولا حتى بتغليفها بطريقة مناسبة، فهو بالكاد يحصّل قوت يومه، وهوغير مُتصنع ويجعل من قارورة العطر أجمل وسيلة لتعبيره عن حبه لي".

"لامية" تناست في لحظة عطر الذكريات وتجدّد لهيبها الذي حدثتنا عنه، وسرعان ما ألحّت علينا نقل وبأمانة ما عايشته على مضض، في ذكرى ميلادها للعام المنصرم، وهي تسترجع عبر آلة تسجيلنا ما فعله زوجها سويعات قبل احتفالهما بعيد ميلادها، قائلة " يومها عاد زوجي إلى البيت غاضبا لأن سيارته تعطّلت، لم يشأ الحديث مع أولاده وسرعان ما كشّر عن أنيابه حين طلبت منه نزع حذائه عند مدخل البيت، جنّ جنونه، شدّني من شعري ولطمني على الحائط، بكيت يومها ولكنه سرعان ما عاد ليراضيني بقارورة عطر، ولكنه للأسف أفسد الهدية واليوم أيضا".

زوجي غير المتديّن.. مفتي يوم ميلادي

" زوجي يحيطني بأجمل الكلمات ويضاعف حبه واهتمامه في يوم مولدي، ولكنه لا يعترف بالاحتفال بالذكرى وتمر عليه وكأنها يوم عادي"، تقول " وسيلة" موظفة بالبلدية، مشيرة إلى أن زوجها "ليس بسلفي ولا حتى متديّن ملتزم ومع ذلك يقرّ علانية بأن الاحتفال بأعياد الميلاد بدعة ومعصية لله، عادة وليس عبادة"، موضحة بأنّ "زوجي يشرع قبيل حلول عيد ميلادي في إلقاء علينا الدروس والمواعظ، الاحتفال بعيد الميلاد دخيل على المسلمين، لا يجوز الاحتفال به ومن يفعل ذلك إنّما يقلد أعداء الله تعالى ويتشبّه بهم، ومن تشبه بقوم فهو منهم، وغيرها من الأقوال التي تصب جلها في عدم اقتناء أي هديّة من شأنها إدخال السرور إلى قلبي".

لن أقبل بغير هدية تليق بمقامي

ما ذهبت إليه " كريمة" موظفة بشركة، في حديثها لـ " الحراك الإخباري"، غيّر النظرة السابقة التي قدمتها الزوجات عن تصور أزواجهن للهدية، وهي تفاخر بالطريقة " اللوكس" على حد تعبيرها، لاحتفال زوجها بعيد ميلادها، وهي ترينا ساعة يدها المتلألئة والحاملة لماركة عالمية وهاتف " الأيفون" وسماعة البلوتوث الحديثة، قائلة " هذا ما أهداه لي زوجي في عيد ميلاديوانتظرته بلهفة وشوق، شخصيا لن أقبل بغير هدية تليق بمقامي، وان اضطرّني الأمر مغادرة البيت دون رجعة".

المعنى لا يكمن في الهدية في حدّ ذاتها، تضيف المتحدثة، بل مرتبط بمدى حبّ الزوج لزوجته، " فلو كان حقا يحبها لن يدّخر جهدا ولا مالا في سبيل الاعتراف بكينونتها وبما تقدّمه لأسرتها من رعاية واستقرار ووقوفها بجواره في أوقات الشدائد والأزمات".   

بعلي هديّتي وأقلّ الأشياء تبهرني

وبنوع من الحكمة أكدت " نعيمة" خياطة، بأن المرأة الجزائرية في حقيقة الأمر ليست كثيرة الطلبات، وقد تبهرها أقل الأشياء، فقط ترى في تقديم زوجها لها هدية ولو لم يتجاوز سعرها الـ 100 دج، مقياسا لمدى حبه لها وتعبيرا نابعا من القلب عن قيمتها في باطن نفسه، ولتشعر بنوع من الدلال والحب ليس إلا، وهي تخبرنا بأن زوجها في حدّ ذاته أجمل هدية وهبها الله إياها، ومع ذلك لا يتوان في الأوّل ديسمبر من كل عام في إعطائها " خمار وكعكة الشوكولاتة التي أعشقها، تعني لي الدنيا بما حوت، ويشعرني بأنني في بؤرة شعوره وأسكن فكره وقلبه" على حد تعبيرها.

لنا كلمة

مهما تباينت الهدايا سواء أكانت معنوية أو مادية، التي يقدّمها الرجل الجزائري لزوجته، يبقى أن نؤكد أنّ جلّ الزوجات اللواتي تحدّثن لـ" الحراك الإخباري"، أجمعن على حبّ أزواجهنّ لهنّ مع وجود اختلاف طفيف في اختيار الهدية المناسبة لعيد الميلاد، وأسرّين إلينا بحقيقة أخرى مفادها أن "المرأة ومهما يقدم لها زوجها من هدايا، مستعدة في حال أحبط مشاعرها بكلمة واحدة، أن تحوّل حياته في ثانية إلى نار، والعكس بالعكس"، لتبقى الكلمة الطيبة والمعاشرة بالمعروف ومقابلة الإحسان بالإحسان أفضل مكسب.

سمية.م

تاريخ Jan 31, 2020