الحراك الإخباري - حيزية أشهر قصة حب في التراث الجزائري.... هل تم تزويرها؟
إعلان
إعلان

حيزية أشهر قصة حب في التراث الجزائري.... هل تم تزويرها؟

منذ 3 سنوات|روبرتاج

تعتبر قصة حيزية واحدة من القصص التراثية الشهيرة في الجزائر و التي تعدت حدود الوطن حيث صارت أسطورة تضاهي قصص روميو وجوليت أو قصة قيس وليلى.
خرجت القصة من ثوب التراث و دخلت ثوب الأسطورة في الحب و تناقلها الشعراء و الكتاب و الفنانين و استلهموها في أعمالهم.
دخلت حيزية الشعر العربي المعاصر بعدما أقدم الفلسطيني عز الدين المناصرة على كتابة قصيدته الشهيرة حيزية عاشقة من رذاذ الواحات" و هي القصيدة التي ادخلت حيزية الشعر الحديث سنة 1986
في الجزائر كتب لزهاري لبتر قبل عامين روايته "حيزية أميرة حب الزيبان" التي تصور رحلة قبيلة حيزية و سعيد في القرن 19
و كانت قبله الكاتبة مايسا باي قد استلهمت قصة حيزية في رواية عام 2015 و هذا عبر قصة فتاة جزائرية تستعير اسم و قصة حيزية.
مؤخرا خرج الروائي واسيني الأعرج بمشروع جديد عن حيزية قال أنه
قام ببحوث و توصل لأدلة تاريخية تسقط أسطورة حيزية في روايتها و شكلها المعروف و يعيد بنائها من جديد وفق المعطيات التي تحصل عليها.
و كشف واسيني الأعرج انه قاد رحلة إلى سطيف و منطقة سدي خالد أين التقى بعجوز عمرها 96 سنة روت له رواية و حقائق نقلتها بدورها عن والدتها التي عاشت زمن حيزية. و يقول واسيني أن العجوز أكدت له ما توصل إليه بحثه أن قصة سعيد لم تكن إلا وهما اخفت خلفها القصة الحقيقة للرجل الذي عشق حيزية و الذي لم يكن غير شاعر القبيلة بن قيطون.
و يضيف واسني أن قصة حيزية ما تزال خزان أسرار يعرض على الباحثين و المحققون في الأدب و التراث الشعبي. مؤكدا في ذات الوقت أن المنطق و الطريقة التي كتبت بها المرثية لا يمكن لمن يكتبها إلا أن يكون قد عاشها بنفسه و خبر الأم الحب و فاجعة الفراق.
و كشف واسيني الأعرج أن المرثية يصف فيها بن قيطون الرحلة الأخيرة لحيزية قبل موتها الغامض مؤكدا في السياق ذاته سعيد كان موظف في الإدارة الفرنسية و مقيم في مكان و لم يكن ينتقل مع العائلة البدوية عكس بن قيطون الذي كان من نفس قبيلة حيزية و يسافر باستمرار معهم.
وقال صاحب "كتاب الأمير" أن الذين غنوا القصيدة من عبد الحميد عبابسة إلى درياسية و من أتي بعدهم عمدوا إلى قصقصة القصيدة الطويلة لبن قيطون و حذفوا منها حوالي 6 إلى 7 أبيات التي تصف بدقة جسد حيزية و التي ترجح وجود علاقة جسدية بين حيزية و بن قيطون.
وقال واسيني الأعرج علينا بالعودة إلى خليفي أحمد الذي كان الوحدي الذي غني القصيدة كاملة بابياتها المحذوفة و التي يذهب فيها الشاعر بعيدا في وصف جسدي دقيق جدا للعلاقة مع حيزية حيث غناها خليفي أحمد أول مرة في 1930 مع خاله المداح في الأعراس و انتشرت موسيقية لأول مرة في تونس.
و يكشف المتحدث أنه دخل في مسألة مع القصيدة و بحث طويلا حتى توصل لكون أول من نشر القصيدة كاملة مع ترجمتها إلى الفرنسية كان مستشرق فرنسي يدعي سونيك جاء مع الجيش الفرنسي و كان مهتما بالأدب الشعبي و أقدم على نشر القصيدة في مجلة" إفريقيا" في عام 1902 وبن قيطون توفي في عام 1905 وكان قد التقي به مما يعطي لروايته مصداقية أكبر.
و أكد واسيني أن الأبحاث تكشف أن حيزية كانت لها علاقة جسدية مع شاعر القبيلة بن قيطون و جملت منه في بازل الصخرة ناحية سطيف حيث كانت تقيم القبيلة لفترة من السنة قبل عودتها إلى سيدي خالد. و القصيدة تصف تفاصيل الرحلة الأخيرة و كانت حيزية تستعد للهرب مع بن قيطون قبل أن يفتضح أمرها من طرف نساء العائلة و تحبس في البيت و تموت بطريقة غامضة . و الارحج أن نساء العائلة قمنا بتسميمها بعد وضعها لطفلة أخذتها لاحقا خالتها التي تنكرت في هيئة الحامل عند قدومها من سطيف إلى مضارب القبيلة في سيدي خالد.
و قال واسيني الأعرج انه يبني روايته انطلاقا من الفتاة " ابنة حيزية التي تعود في شخصية العجوز التي التقى بها في بسكرة و تروي قصة حيزية. لم ينف وسيني الأعرج فرضية استعانته بالخيال في بناء روايته لكنه يؤكد انه الخيال المؤسس و المبني على حقائق تاريخية.
من جهة أخرى أكد واسيني انه بمجرد أن عبر عن رغبته في كتابة رواية عن حيزية وفق حقائق تاريخية مخالفة لما اعتاد الناس عليه شدت ضده حملات و هوجم بل و وجهت له تهديدات بعدم الاقتراب من هذا الموضوع بحجة أن المنطقة محافظة . لكنه عبر عن عومه على مواصلة الاشتغال على هذا العمل الذي توقف بسبب ظروف الحجر الصحي .

واضح العلوي

تاريخ Nov 7, 2020