الحراك الإخباري - عودة التاريخ، الجزائر بعد بوتفليقة .. بن جامين سطورة.. فرنسا لم تتوقع " ثورة" 22 فيفري
إعلان
إعلان

عودة التاريخ، الجزائر بعد بوتفليقة .. بن جامين سطورة.. فرنسا لم تتوقع " ثورة" 22 فيفري

منذ 3 سنوات|قراءة في كتاب

قدم المؤرخ الفرنسي المختص في قضايا الذاكرة و حرب الجزائر في كتابه الأخير" عودة التاريخ، الجزائر بعد بوتفليقة"، قراءة في حراك الشارع الجزائري في 22 فيفري. و يعترف سطورة أن الكتابة في قضية من قضايا الساعة و أحداث حية ما تزال مستمر "و أحداث لا نعرف نهايتها تمرين صعب". 

لكن سطورة و حسب الصحافة الفرنسية، يتسلح بخبرة أربعين عاما خبرة و تخصص في تاريخ الجزائر و قدم قراءة لحراك 22 فيفيري و قال سطورة أنها كانت عير متوقعة و مفاجأة لمتتبعي الشأن الجزائري بما في ذلك فرنسا التي ظلت طيلة أشهر تنظر إليها " بعين الجمود".

و اعتبر صاحب الكتاب أن " ثورة" 22 فيفري كانت حركة شعبية واسعة و سليمة و نجحت في الإطاحة بالرئيس بوتفليقة و الدفع برجاله إلى السجون و هذا لأول مرة يحدث.

و يعتقد المؤلف ، أن ما حدث في 22 فيفري يحمل" طياتها إعادة فحص لإرث الماضي".

و يستند سطورة في تحليله إلى ثلاث نقاط أساسية يقرأ من خلالها ما حدث وما يمكن أن تسفر عن ثورة الشارع الجزائر ما بعد بوتفليقة. و هي علاقة" المؤسسة العسكرية بالسلطة و ثانيا النموذج الاقتصادي للدولة ، الذي تم الترويج له منذ عهد بومدين: ثروة المحروقات التي تستفيد منها الأوليغارشية (والفساد) ، وليس الشعب. و العنصر الثالث ينبع من الروح القومية لحرب الاستقلال.

و يقول سطورة أن قراءة النقاط الثلاث يمكن عبره أن نفهم تطلعات الشارع الجزائري. و حسب سطروة فان فترة حكم بوتفليقة و حتى مساره السياسي يعتبر أفضل مثال عن تلك النقاط التي تشكل الإرث السياسي للجزائر منذ استقلالها بحث كان بوتفليقة مرتبطا ببومدين فقد أيد هيمنة الحزب الواحد والاستيلاء على الاقتصاد الذي وضعه كنموذج للشعوب التي كانت تسمى آنذاك "العالم الثالث". لقد كانت لحظة عظيمة ظهرت فيها الجزائر كقائدة للدول الناشئة. لكن خلال هذا الوقت ، حدثت انكسارات داخلية نتيجة القرارت التي اتخذت خلف الأبواب المغلقة. و قد انعكست نتائج تلك القرارات في الانفجارات التي عرفها الشارع الجزائري من أكتوبر 1988 إلى عشرية الإرهاب و أحداث منطقة القبائل2001

لا يزال هناك العديد من الأسئلة التي تثار حول المستقبل هذه "الجزائر بعد بوتفليقة". ما هي "القوة المضادة" التي يمكن أن تمثلها هذه الحركة ، والتي تظل مثيرة للإعجاب من خلال استمرارها و سلميتها ، ولكنها لا تبرز أي شخصية سياسية أو أي برنامج منظم؟ ممزقة بين الذكريات المؤلمة والقوى الداخلية المظلومة منذ فترة طويلة "، هل سيكون للمسار الديمقراطي الذي يطالب به "الحراك" القوة اللازمة للحفاظ على الوحدة الوطنية و "بناء الأمة"؟

يؤكد سطورة عبر مؤلفه الذي يبدو كأنه" تاريخ مستعجل" انه من المبكر قراءة مالأت الحراك الجزائري لأنه و في " غضون عام من النضال السياسي ، لم تتمكن هذه الحركة من تعيين ممثلين أو هيكلة نفسها لتظهر كقوة مضادة ذات مصداقية. ومع ذلك ، سيكون" نجاحًا إذا قمنا بقياس مدى ما لعبته هذه الحركة في قلب المجتمع رأساً على عقب".

و يضيف سطوروة في حديثه لوسائل الإعلام الفرنسية أن الشروع في التغير أمر يصعب التنبؤ به إذ لا يمكن الانخراط في لعبة التنبؤات لكن يعترف المؤرخ المختص في حرب الجزائر أنه "إذا لم يتم تنظيم قوة مضادة ، فإن خطر القيادة إلى نظام على النمط المصري ، مع وجود جيش يسيطر بالكامل ، بحجة التهديد على الحدود مع ليبيا ومالي و لا يمكن استبعاده". 


نعيمة.م

تاريخ Sep 14, 2020