الحراك الإخباري - ظاهرة الأطفال المفرنسين "موضة" في المجتمع الجزائري
إعلان
إعلان

ظاهرة الأطفال المفرنسين "موضة" في المجتمع الجزائري

منذ 4 سنوات|روبرتاج




ظاهرة سوسيوتربوية ثقافية أصبحت تستوقف المواطنين في المدن الكبرى، وهي التحدث باللغة الفرنسية مع أبنائهم في حياتهم وتعاملاتهم اليومية معهم منذ الصغر، والتباهي بذلك غير آبهين بتراجع مستوى أبنائهم في اللغة العربية.
حيث تربي عائلات كثيرة أبناءها على التحدث باللغة الفرنسية منذ الصغر، وتفضل تسجيلهم في البرنامج الفرنسي بالمدارس خاصة التي توفر برامج وصفوف مختصة لهذا الغرض، وينفقون الملايين لتسجيلهم في المدرسة الفرنسية.
والمؤسف حقا أن الكثير من دور الحضانة والروضات والمدارس الخاصة تشجع انتشار هذه الظاهرة، بالعمل على الإستجابة لرغبة هؤلاء الأولياء، من خلال توفير البرامج الفرنسية لهم، والتركيز عليها.
وعادة ما يلتحق هؤلاء التلاميذ المفرنسين منذ الصغر بالثانوية الدولية وبعدها بالمدرسة الوطنية العليا للادارة والجامعات في الخارج ولا سيما الفرنسية.
في تحليله لهذه الظاهرة، يقول الدكتور والأستاذ الجامعي يوسف حنطابلي المختص في علم الإجتماع أن "هذه الفئة من العائلات خلقت قيما تناقض تماما قيم المجتمع الجزائري، حيث تصادفهم عند خروجهم من المدرسة يختلفون عن الأطفال المعربين حتى في نمط لباسهم وطريقة كلامهم، فيشعر الناظر إليهم كأنه في أحد أحياء باريس".
وقال حنطابلي بأن فئة كبيرة من تلك العائلات "تتعمد فرنسة أبنائها منذ الصغر لأنها تحضرهم لتقلد مناصب سامية في كل قطاعات الدولة لإعادة إنتاج السلطة وامتيازاتها"، واصفا ذلك بالردة الثقافية بكل معانيها وتجلياتها، فحسب المتحدث فإنه "خارج التداول السلمي السياسي للسلطة ستبقى السلطة الثقافية في يد هؤلاء، ما لم يتم إحداث ثورة ثقافية حقيقية على مستوى منظومتنا التربوية لاجتثاث بقايا الثقافة الفرنسية من المجتمع الجزائري ".
ويضيف حنطابلي في نفس السياق "رغم حرص الجزائريين في زمن العولمة على تعليم أطفالهم كل اللغات، العربية، الفرنسية، الانجليزية وكل لغات العالم، ولكن ذلك دون اتخاذ أي لغة منها كنمط حياة في تربية أطفالهم، مؤكدا أن أسباب هذه الظاهرة فعلا صادمة ومؤسفة" خاصة وأن الأولياء حريصون أشد الحرص على التواصل مع أبنائهم باللغة الفرنسية، حتى في البيت، وفي الحياة اليومية، ولا يقلقهم حتى ضعف مستوى أبنائهم في اللغة العربية، بل المهم بالنسبة لهم التفوق في الفرنسية.


جميلة بلقاسم

تاريخ May 30, 2019