في زمن تتداعى فيه الحاقدون والجاهلون بسماحة الإسلام وسيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلّم، فراحوا يخوضون في قيمه وتاريخه دون أدنى التزام بمعايير الأمانة العلمية والمنهجية الموضوعية في التثبت من الروايات والمرويّات المشوهة بأباطيل الإستشراق، ضمن مسعى ممنهج في الغالب، لتنفير الناس في الغرب من الإقبال على الإسلام في مواجهة أزمة الفراغ الروحي التي يعانون ويلاتها، برغم الرفاهية المدنية التي لم تمنع مؤشرات الانتحار والجريمة الاجتماعية والكآبة النفسية من الارتفاع الصارخ.
فإنّ علماء غربيّين منصفين لم ينقطعوا عبر القرون الأخيرة عن إنتاج كتابات واعية بالحقيقة الدينية ومتبصّرة بالوقائع التاريخية دون تزييف، فجاءت منتجاتها محكّمة وموضوعيّة لتنال شهرة بالغة في الأوساط الأكاديمية والفكرية، ومن هؤلاء نحصي الباحثة كارن أرمسترونغ، مؤلفة كتاب "محمد: نبي لزماننا"، الذي ترجمته، فاتن الزلباني، بمكتبة الشروق الدولية.
لا شك أنه في الحقبة الأخيرة وخصوصًا بعد أحداث 11 سبتمبر، شَاب الإسلام مغالطات ولغط كثير، وتجرأ البعض على شخصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ونُعِتَ بصفات شنيعة