الحراك الإخباري - كيف أسقط صعود آسيا "الوظيفة التائهة لإسرائيل"؟
إعلان
إعلان

كيف أسقط صعود آسيا "الوظيفة التائهة لإسرائيل"؟

منذ 4 سنوات|قراءة في كتاب

صدر قبل أيام عن المؤسسة الحديثة للكتاب ببيروت كتاب "الوظيفة التائهة لإسرائيل"، للمحامي اللبناني أحمد بدور، ليطرح من خلاله إشكاليات لطالما اعتبرها البعض من المحرمات، فيما يرى الكاتب أنه تم إسقاطها نتيجة عاملين اثنين: المقاومات العربية صعود آسيا ودورها الذي ساهم أيضاً في سقوط هذه الوظيفة.

ويتحدث الكتاب عن نشأة إسرائيل الحقيقية والسابقة على وعد بلفور عام 1917،
معتبرا أن الأخير ليس الوعد الأول الذي أعطي لليهود لإنشاء دولتهم على أرض فلسطين، بل سبقته وعود كثيرة، وقد اصطلح على تسميتها الوعود " البلفورية "، نسبة لآرثر بلفور البريطاني، ولعل أبرز هذه الوعود البلفورية كان وعد نابليون بونابرت الذي منحه لليهود عام 1799 خلال حملته على مصر أي قبل 118 سنة  على إعلان آرثر بلفور، حيث دعى فيه نابليون اليهود إلى أن يسارعوا لاستلامهم إرثهم في فلسطين، وقال إن هذه اللحظة هي المناسبة الآن لذلك، والتي قد لا تتكرر لآلاف السنين.
وقد نقل المؤلف نص هذا الوعد في الكتاب، قائلا إنّ نابليون كان يسعى من وراء ذلك لاستخدام اليهود في غزو المنطقة العربية، كما صرح هو أمام حكومة الإدارة الفرنسية لأمرين: الأول قطع طريق الهند على انكلترا وإيجاد مستعمرة فرنسية على هذا الطريق والثاني تحويل البحر المتوسط إلى بحيرة فرنسية.
بالإضافة لذلك، يذكر الكاتب أن القيصر الروسي قد منح اليهود أيضاً وعداً لإنشاء دولة لهم في فلسطين عام 1901،
لكن الحلم الإسرائيلي بإنشاء دولة لليهود لم يتحقق إلا عام 1917 ، حيث التقت إرادة الغرب الاستعماري ممثلاً في بريطانيا مع الرغبة الصهيونية في إنشاء دولة لليهود في فلسطين لتكون الوكيل لهذا الغرب من أجل تحقيق أهدافه.
وقال المحامي بدور "إنّ تيودور هرتزل، أبو الدولة اليهودية، حدد وظيفة الكيان الإسرائيل وهدفها في كتابة " الدولة اليهودية" " بأنه " تشكيل اليهود لحرس شرف لملاذات الغرب الاستعماري وحماية مصالحه عبر قطع طريق آسيا والسيطرة عليه وعلى التجارة العالمية، من خلال إنشاء كيان مرتبط بهذا الغرب ليشكل عقبة أمام صعود آسيا والشرق من جديد ". وهذا يعني، حسب استنتاج المؤلف، أن وظيفة إسرائيل كان الهدف منها تغيير البيئة الجيوبوليتيكية لساحل بلاد الشام، والتحكم بطريق الشرق، عبر تشكيل كيان مرتبط بالغرب ومصالحه، لكن هذه الوظيفة القديمة التي تحدث عنها هرتزل سقطت نتيجة المقاومات العربية ونتيجة لعجز إسرائيل التي فرضت إرادتها على المنطقة بالوسائل العسكرية وحسم النزاع لمصلحتها.
وللمفارقة، يضيف الكاتب، فإن من تنبأ بسقوط هذه الوظيفة كان شمعون بيريز في كتابه " الشرق الأوسط الجديد "، حيث تحدث عن ضرورة إيجاد وظيفة جديدة لإسرائيل، لا تقوم على الهيمنة العسكرية والأمنية، وبالتالي يجب استبدال هذه الوظيفة القديمة وتحويلها نحو الهيمنة الاقتصادية، عبر ما أسماه بالسلام الاقتصادي، بعدما أصبحت إسرائيل بنظره دولة بلا وظيفة، وهذا ما يهددها بالتآكل والسقوط إثر سقوط الوظيفة التاريخية التي أنشئت على أساسها، والتي جاءت حسب رأيه في لحظة تاريخية كان العالم يشهد فيها انشطاراً إلى محورين، واستطاع الصهاينة القدماء أن يقتنصوا الفرصة ويصنعوا لدولتهم المزعومة وظيفة تخدم مصالح الغرب وتحقق لهم مشروعهم.
لكن هذا الانشطار العامودي للعالم لم يعد موجوداً، كما يقول بيريز نفسه، وبالتالي لا بد من البحث عن وظيفة جديدة لإسرائيل، وذلك من باب التنمية، معتبرا أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية سوف تؤمن لإسرائيل هيمنتها على المنطقة.
وعليه يؤكد صاحب الكتاب أنّ شيمون بيريز لم يكن في الواقع مخطئاً، فقد اعتبر منذ ذلك الوقت أن إسرائيل تحتاج إلى خمسة عشرة عاماً لترى نتائج ذلك، وبالفعل بدأنا نرى هذه النتائج الآن على أرض الواقع.

تاريخ Jun 22, 2019