الحراك الإخباري - هل ستعيد كورونا " العجار" إلى الواجهة؟
إعلان
إعلان

هل ستعيد كورونا " العجار" إلى الواجهة؟

منذ 3 سنوات|روبرتاج


لجأت العديد من النسوة أمام قرار الزامية ارتداء الكمامة للوقاية من فيروس كورونا ومنع تفشّيه، إلى ارتداء " النقاب" أو " البرقع" أي " العجار"، وهو ما فعلته الخالة " فوزية" المقيمة بالعاصمة تفاديا لاقتناء كمامة يوميا، " اشعال نعيا نشري كمامة" قالت الخالة لـ " الحراك الاخباري"، مشيرة إلى أن بناتها لجأن إلى لفّ خمرهن حول النّصف السفلي من وجوههنّ، ولجأت أكبرهن لوضع النقاب بصفة مؤقتة.

بشارع " أودان" كانت " نعيمة" شابة في مقتبل العمل ترتدي اللثام أو" الشاش الصحراوي" وتلفّه على فمها وأنفها، أكّدت لـ" الحراك الاخباري" أنّها في ذلك ضربت " عصفورين بحجرة واحدة" مسايرة الموضة واستخدامه كقناع واقي لتفادي كورونا، وانّها تستبدله أحيانا بـ" الوشاح الفلسطيني" تضامنا مع القضية الفلسطينية ووقاية من الوباء، و" اللي خاف اسلم" على حدّ قولها، بينما لم تستبعد ارتداء الكمامة القماشية في شكل العجار الذي لطالما ارتدته في صغرها أثناء لعبها في البيت.

في منظر استغرب له الأهل والأقارب، خرجت " فتيحة" وهي ربّة بيت وأمّ لخمسة أطفال، مقيمة بولاية البليدة، مرتدية " الملاية والعجار" الذي ظلّت تنتقذ صاحباته وترفض بشدّة ارتداءه، وكان سبب شجار " داحس وغبراء" مع زوجها المنتمي لبيئة جميع نسائها يرتدين " العجار"، القطعة التي ظلّت تحاربها في محاولة لاقناع من حولها بأنّ الحشمة والعفّة لا تقتضيان ارتداءها، وفي ذلك تقول " أرى أنّ العجار قطعة تراثية تاريخية لجداتنا وأمّهاتنا والنقاب دخيل علينا، غير أني ارتديته وقاية لنفسي وأبنائي، كوسيلة لمنع انتشار العدوى".

وبنوع من الطرافة أخبرتنا فتيحة " أخشى أن انزعه وأرتدي حايك بوعوينة"، مضيفة بقولها" أنا لم أرتد أي اعجار، بل اعجار الشبيكة ذو النّوعية الرفيعة وغالي الثّمن ليس بالكنتير ولا بالشّعرة"، وعما إذا كانت ستلتزم بـ" العجار" ما بعد كورونا، استبعدت ذلك قائلة " لنترك الأمر للأيام"، لتسرّ إلينا المتحدّثة بأنّ العديد من نساء البليدة أخرجن " العجار" الذي كنّ يحتفظن به في صناديق تعود للثمانينات كذكرى من الزّمن الجميل، وارتدينه خوفا من " كورونا".

من جهتها صنعت " صونية" موظّفة بشركة خاصّة، عجارا مشكّلا من قطعة قماش كبديل عن الكمامة، يختلف عن النموذج الأصلي بخلوّه من التطريز، بألوان تلائم خماراتها وبذلك " أساير الأناقة وألتزم بالشروط الصحية"، مشيرة إلى أن اقتناء أقنعة طبية لزوجها وبناتها الخمسة " مكلّف"، أجبرها على التفنّن في خياطة نماذج بأشكال متنوّعة خاصّة بالرجال والبنات والأطفال، وهو ما علّقت عليه والدتها صاحبة الثمانية عقود بقولها " العودة للأصل فضيلة، عشنا وشفنا العجار اللي كبرنا بيه يولّي، اشكون يقول؟"، لتسرّ إلينا بأنّ بناتها اللواتي كنّ يضغطن عليها لنزع العجار بحجّة أنّه أصبح من الماضي، ارتدينه اليوم في شكل " كمامة قماشية". فمن قال " إنّ الحايك والعجار قد اختفيا الى الأبد" فقد كذب..  

سمية.م