الحراك الإخباري - كيف يغازل الجزائريون زوجاتهم؟
إعلان
إعلان

كيف يغازل الجزائريون زوجاتهم؟

منذ 4 سنوات|روبرتاج

كيف يغازل الجزائريون زوجاتهم؟

يقال إنّ "الغزل فنون"، كما يقال أيضا إنّ " أقصر طريق إلى قلب المرأة أذنيها!"، ومن أراد كسب ودّها ما عليه سوى إطراءها بكلمات " تعكس ما فيها وما ليس فيها أيضا" على حدّ تعبير أحد من تحدّثنا إليهم في الموضوع، بينما يبقى الحذر جد مطلوب لأن المرأة قد تتحول إلى " وحش كاسر" لو اشتمّت رائحة " الكذب على مشاعرها" وأنّ  ذلك مجرّد مجاملة لتحقيق المراد منها.

" الحراك الاخباري" سأل عددا من الأزواج حول طريقتهم في التودّد لزوجاتهم، فتباينت وجهات نظرهم بين الصّمت المطبّق نتيجة الخجل من التفوّه بالكلام الحلو سواء في خلوتهم أو على مرأى أبنائهم، تفادي النطق به خوفا من الغرور الذي قد يلحق بالزوجات، وبين من يرى بأن أي كلام غزل يوجّه للجنس اللطيف دليل على الضعف أمامه بل و" إنقاص للكرامة"، بينما يطنب آخرون في التسميات ومفردات الدّلع ما يمكن لهم افصاحه لنا وما لا يمكن.

"إذا توددت للمرأة تطلع فوق راسك"
بمنتجع "الصابلات بالعاصمة"، التقينا " مصطفى" برفقة زوجته وابنتيه، ما إن سألناه كيف يتودّد لزوجته حتى بادرتنا الأخيرة بضحكات ولم تمهله لحظة وراحت تقول " كي يحب حاجة نطيبهالو يتودد إليّ"، لتدفعه بذلك إلى القول " إذا تودّدت للمرأة تطلع فوق راسك"، مضيفا بأنّه ممّن يترجم كلمات الغزل إلى أفعال، وراح يستدلّ بما كان يفعله والده مع أمّه، حين كان يناديها " آي" وبالمقابل لا يتناول شيئا إلا إذا جلست بقربه وشاركته الأكل، وبدورها كانت تخفي له القطعة الكبيرة من اللحم والدّجاج.

"من لا يمدح المرأة لا يعي مصلحته"
ضحكة " طويلة عريضة" صاحبها احمرار علا وجه " علي"، حين بادرناه بسؤالنا بعد تعديله قليلا إلى " هل يجب على الزوج توجيه كلمات إطناب لزوجته؟"، فكان جوابه وعكس ما توقّعناه بالنّظر لهيئته وشكله " الخشن" وكلامه الغليظ " من لا يمدح زوجته ليس برجل، بدوري أثني على زوجتي في أي وقت، أثناء وجودها أو غيابها، ثمّ إن من لا يمدح المرأة لا يعي مصلحته"،وفيما سألناه عن نوع المصلحة التي يرمي إليها من وراء مدحه لزوجته أوضح " أمدح زوجتي حتى أتفادى شرّها، لأن عشرة 20 سنة زواج أكدت ان زوجتي تقاد بالكلام الحلو".
هيئة الرجل " الغليظة" جعلتنا نشكك في نوع الكلام الحلو الذي يقصده، بادرناه بالاستفسار  فجاء ردّه كالصاعقة " إن أردت قضاء مصلحة مهما كان نوعها من زوجتي أناديها يا مرا " لتتأكّد شكوكنا في أن الرجل يبدو جليا بأنه ليس ممّن يجيدون فن الغزل، وهو يؤكد أنّه لا ينادي زوجته " يامرا" إلاّ خلسة كنوع من الغزل والإطراء الذي يعجبها.

غزل الزوجة بين " الواجب" و" إنقاص الرجولة"
تباينت بقية ردود من سألناهم حول طريقتهم في التغزل بزوجاتهم، بين من يتفنن في انتقاء الكلمات الرنانة ومردّ ذلك حسبما أكده " زكرياء" في حديثه لـ" الحراك الإخباري"، " حبي الشديد لمن قاسمتني الحياة بحلوها ومرّها"، وأنه " من الواجب ذكر محاسنها لأن المرأة تحب سماع ذلك، وشخصيا أعتبره من أبسط ما يمكنني به ردّ جميل أمّ أولادي"، وبين من يرى بأنّ ذلك إنقاص من رجولته وهو ما ذهب إليه " سيدعلي" بقوله " أقضي أوقاتا طويلة في العمل، أعود متعبا إلى البيت، فلا أجد الوقت الكافي لمغازلة زوجتي، ثم إنّه وكما يقال النظرة أشد وقعا من الكلمة"، مضيفا بان " زوجتي تفهم من خلال نظراتي مكنون قلبي وعمّا إذا كنت راضيا عنها أم لا، ثم إنني رجل عملي وليس لي في هذه الكلمات الرومانسية".

لنا كلمة
يبقى أن نذكّر بقول الرسول صلى الله عليه وسلّم "رفقا بالقوارير" لحاجتهنّ إلى الكلمة الطيبة وحسن المعاملة، وقوله "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي، استوصوا بالنساء خيرا"، ومن طبع المرأة حبّها لسماع الكلام الرقيق، الثناء والإطراء، ولكن الحقيقة أن البخل ليس في الأموال فقط، ولكن في المشاعر أيضا، فكم من زوجة متعطّشة للكلام الحلو وزوجها يمنعه عنها..لأنه تناسى وصايا الرسول ومقولة أنّ " قلب المرأة رقيق، يُكسِّره اللفظُ الرشيقُ".

سمية.م

تاريخ Feb 8, 2020