تستعد المملكة العربية السعودية رفع انتاجها من النفط من اجل استعادة حصصها في السوق، حسب ما جاء في جريدة الفيناشل تايمس الأمريكية Financial Times اليوم الخميس.
قال كاتب المقال: "قررت المملكة أنها ليست على استعداد لمواصلة التنازل عن حصة السوق لصالح منتجين آخرين. وأضاف كاتب المقال بأنها (المملكة العربية السعودية) تعتقد أنها تمتلك خيارات تمويل بديلة كافية لتجاوز فترة انخفاض الأسعار، مثل استغلال احتياطيات النقد الأجنبي أو إصدار ديون سيادية."
إذا صح هذا الخبر المفاجئ (لم تنفيه او تؤكده السعودية بعد) فان نتيجته ستكون وخيمة على الدول المصدرة للنفط لان الاسعار ستنخفض اكثر مما هي عليه الان (حوالي 75 دولار للبرميل) و هذا سيكون له تأثير سلبي على اقتصاديات دول اوبك التي تعتمد معظمها على مداخيل النفط.
و يبدو ان عدم احترام دولة الامارات العربية المتحدة لحصتها (حسب اتفاق اوبك) و تصديرها لكميات اكبر بكثير من حصتها قد اثار غضب المملكة العربية السعودية التي ترفض ان تستأثر الامارات بحصص المملكة العربية السعودية التي قررت خفض الانتاج من اجل المحافظة على التوازن بين العرض و الطلب.
غير ان رفع صادرات السعودية من النفط إبتداءا من اول ديسمبر يعني ان مقاربة منظمة اوبك بلس خفض الانتاج من اجل المحافظة على اسعار مقبولة للمنتجين تكون قد وصلت الى النهاية، و ما هو ات غير واضح تماما و قد يحمل مفاجآت غير سارة بخصوص سعر البرميل.
و حسب زهير شيخي مهندس مختص في الاقتصاد و النفط في تصريح للحراك الاخباري بخصوص قرار المملكة العربية السعودية التراجع عن سياسة خفض الانتاج: "لن تقبل المملكة العربية السعودية أبدًا خسارة حصصها في السوق للاعبين آخرين، وأحيانًا يكون من الأفضل أن تخسر سعر النفط بدلاً من خسارة حصص السوق".
للتذكير فان "حرب النفط" التي دارت بين روسيا و السعودية في 2020 كان سببها عدم الاتفاق حول كميات التصدير و حصص السوق مما ادى الى اغراق السوق بالنفط و تهاوي الأسعار التي انخفضت إلى ناقص 30 دولار للبرميل في 20 افريل 2020، لذلك فان تراجع السعودية (اكبر مصدر للنفط في العالم) عن سياسة خفض الانتاج إذا تأكد قد يشكل ضربة موجعة لكل دول اوبك بلس.
احمد العلوي