الحراك الإخباري - علماء وشيوخ الجزائر يفصلون في المسألة الانتخاب "واجب" وبقاء البلاد دون ولي "حرام"
إعلان
إعلان

علماء وشيوخ الجزائر يفصلون في المسألة الانتخاب "واجب" وبقاء البلاد دون ولي "حرام"

منذ 4 سنوات|الأخبار


أفتى مشايخ ودعاة جزائريون بـ"وجوب" انتخاب رئيس جديد للبلاد، خاصة في الظروف الراهنة لـ "رأب الصدع"، وأنّ بقاء الجزائر بلا حاكم "حرام"، وشدّدوا على ضرورة تنظيم انتخابات "حرة ونزيهة" في آجالها، ذاك أنّ " الأصل في الانتخاب الإباحة"، كما أن "الشرع أوجب الانتخاب" و"اعتبر الإدلاء بالأصوات شهادة يسأل عنها يوم القيامة".
أمام انقسام الجزائريين بين مؤيّد لتنظيم الانتخابات الرئاسية ورافض لها جملة وتفصيلا، 

فصل مشايخ وعلماء جزائريون في المسألة بالدعوة إلى ضرورة التوجّه إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد، ذاك أنّ " بقاء البلاد دون ولي غير جائز شرعا"، واستدلوا بأقوال علماء المالكية وأحكام شرعية للتأكيد على أنّ " الانتخاب واجب"، بل و"شهادة يسأل عنها يوم القيامة".

الشيخ شمس الدين الجزائري:
بقاء الجزائر بلا حاكم "حرام"
في فتوى تعدّ الأولى من نوعها، أطلقها الشيخ شمس الدين الجزائري عبر حصّته "انصحوني" ، في خضمّ دّعوات أطلقها ناشطون عبر وسائط التواصل الاجتماعي، لمقاطعة الانتخابات المقرّر تنظيمها الخميس المقبل، حيث أفتى الشيخ شمس الدين، بحرمة بقاء الجزائر بلا حاكم وبحرمة صعود رئيس جديد بالتزوير.
وأكّد الشيخ شمس الدين، بأن الجزائر بلا حاكم منذ 8 سنين، وهو ما اعتبره "لا يجوز شرعا" ، واستند في فتواه إلى قول الإمام اللّقاني في متن الجوهرة "واجب نصب إمام عدل بالشّرع فاعلم، لا بحكم العقل"، مضيفا بأنّ "صعود حاكم جديد للبلاد عبر الغش والتزوير حرام أيضا" ، كما أشار إلى أنّ "الجيش والشعب اللذان أسقطا نظام بوتفليقة بسلمية، يمكنهما حماية صناديق الانتخاب وأصوات الشعب".
وقال الشيخ شمس الدين في فتواه، إنه من الممكن انتخاب رئيس مرضي عنه شعبيا عن طريق الأصوات الشعبية النزيهة، مؤكدا في جوابه حول وجوب الانتخاب الذي وصله من مئات الأشخاص بأنّه "قرار شخصي يخص كل فرد".
وأوصى الشيخ بضرورة الاحتكام إلى حكم الله فيما يخص الانتخاب: "فمن كان يرى أن الجزائر ستتضرر بلا حاكم فأولى له أن ينتخب، ومن يرى أن بلدا بحجم قارة باقتصاده وسياسته يجب أن تبقى بلا حاكم صواب فعليه أن يتخذ قرارا يناسبه" ، مشدّدا على أنّ "الجميع سيحاسب أمام الله على قراراته لذا يجب الحذر وتحكيم الشّرع حين اتخاذها".

العلامة المالكي الشيخ لخضر الزاوي: 

 بقاء الدولة دون ولي " غير جائز"
مباشرة عقب فتوى الشيخ شمس الدين الجزائري، أفتى العلامة المالكي الشيخ لخضر الزاوي، عبر فيديو نشره على حسابه الرسمي في "الفيسبوك" بعدم جواز بقاء الدولة من دون ولي، وشدّد على ضرورة تنظيم الانتخابات الرئاسية في آجالها المحدّدة، وقال في تسجيله الصوتي "لقد تواتر إجماع المسلمين في الصدر الأول بعد وفاة الرسول عن امتناع خلو الوقت من الإمام، حتى قال أبو بكر الصديق في خطبته المشهورة حين وفاة الرسول، ألا إن محمدا قد مات، ولا بد لهذا الدين من يقوم به، فبادر الكل إلى قبوله وتركوا له أهم الأشياء وهو دفن الرسول".
واستدل الشيخ الزاوي في وجوب تنصيب رئيس للبلاد بفتوى شيخ الإسلام بن تيمية "يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين إلا بها، فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض، ولا بد لهم عند الاجتماع من رئيس"، ليفصل في المسألة بقوله "وجب التعجيل بالانتخابات في وطننا في الظروف الراهنة، لأنها الضمان للبلاد والعباد خوفا من المجهول، وخاصة إذا كانت الانتخابات شفافة ونزيهة وحرة".


مولاي أحمد الطاهري شيخ الزاوية الطاهرية:
" إذا لم ينصّب الإمام يكون الإثم على العامّة"
من جهته، أفتى العلامة مولاي أحمد الطاهري شيخ الزاوية الطاهرية ببلدية سالي بولاية أدرار عبر تسجيل صوتي يحوز " الحراك الاخباري" نسخة منه، أنّ "الشرع أوجب تنصيب الأئمة ليتولوا الحكم بين الناس"، وأوضح بأن "القاعدة المدنية تقتضي وجوب تعيين إمام ولو في حال سفر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم إذا كنتم في سفر ثلاثة فاتّخذوا أحدكم إماما".
وفصل شيخ الزاوية الطاهرية في المسألة بقوله "لا بدّ من تنصيب الإمام وإذا لم ينصّب الإمام يكون الإثم على العامّة" ، مضيفا بأنّ " الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نتّحد ولا يكون الاتحاد إلا إذا كان الرأي لواحد"، وخاطب الشيخ الجزائريين قائلا " لا بد على الجزائريين أن ينصّبوا إماما يكون إن شاء الله متّفقا عليه وفيه خير وصلاح للبلاد.
 وشدد الشيخ على أنّ "ذهاب المواطن للانتخاب شهادة يسأل عنها يوم القيامة، لأنها بمثابة إدلاء لتصديق وتزكية، فإذا زكّي من لا يستحق فهذه خيانة لله ورسوله وللوطن وإذا صدقت من لا يستحق التصديق فأنت خائن، وتكون مسؤولا على ذلك يوم القيامة، فلا يجوز الانتخاب على خونة الوطن، وواجب الانتخاب على من نرى فيهم الصلاح، ومن نراه مواطنا حقا".

العلامة ناصر بونيف شيخ زاوية سيدي اعمر بالبيض

"الانتخاب بقوة واجب ديني وشرعي"
أفتى العلامة ناصر بونيف، شيخ زاوية سيدي اعمر بولاية البيض، عبر تسجيل تلقى " الحراك الاخباري" نسخة منه، بأنّه " لا يصلح أن يكون أمر الناس فوضى" واستدل في ذلك بقول العلامة محمد الغزالي "فساد الراعي وظلمه وسفكه للدماء مائة سنة، وفساد الرعية بلا راعي عاما واحدا أعظم من فساد الراعي الظالم مائة سنة«، مشدّدا على أنّ " الواجب دينا وشرعا أن ننتخب بقوة حتى نثبت سيادتنا ونحفظ بيضة الإسلام ونصون وطننا أمام العالم".

سمية.م

تاريخ Dec 10, 2019