يشكل المغربي الفرنسي كريم بن شيخ الذي انتخب امس باسم تيار اليسار في البرلمان الفرنسي تهديدا حقيقيا للعلاقات الطيبة التي تربط اليسار في فرنسا مع معظم الدول العربية التي تقف مع المقاومة الفلسطينية ضد البربرية الصهيونية في غزة، لا لشيء إلا لان البرلماني المغربي الفرنسي يدعم الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين و الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية. و هذا الموقف لا يشكل مفاجأة لان الرجل هو الناطق باسم المخزن داخل حزب اليسار الفرنسي، و المخزن مع إسرائيل ظالمة او مظلومة و مع احتلال الصحراء الغربية رغم انف القانون الدولي. و يبدو ان البرلماني بن الشيخ يحظى بنوع من التشجيع من قبل جون لوك ميلونشون Jean Luc Melenchon الذي يساند حل الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية و لا يعترف (و هذا ما عبر عنه بكل وضوح في زيارة له إلى المغرب لمواساة العائلات بعد زلزال الحوز في اكتوبر 2023) بالحل الاممي الذي يقضي بتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية، و رغم موقف ميلونشون (من باب التذكير هو ولد في طنجة المغربية في 1951 و غادرها الى فرنسا في 1962) إلا ان هناك قيادات داخل اليسار (مثل ماتيلد بانو Mathilde Panot رئيسة كتلة اليسار في البرلمان و التي عبرت عن دعمها للصحراء الغربية بشكل علني و صريح) هي أقرب إلى القانون الدولي و لوائح الأمم المتحدة منها إلى الحكم الذاتي المغربي. و في حال تشكيل اليسار الحكومة المقبلة، و رغم انه لن تكون له الكلمة الفصل في ملف الصحراء الغربية الذي هو من صلاحية الرئيس ايمانويل ماكرون إلا انه يمكن ان يشوش على التقارب الذي يعمل من اجله ماكرون مع الجزائر منذ سنوات دون ان يسجل أي تقدم بسبب رفض الدولة العميقة في فرنسا التطبيع مع الدولة الجزائرية لانها لم تعد تقبل املاءات باريس.

احمد العلوي